للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم في يوم الاثنين حادى عشر شوال المذكور خلع السلطان على الأمير جانبك الظاهرى المعزول قبل تاريخه عن الأستادارية باستقراره في التكلم على بندر جدّة بعد أن أنعم عليه بزيادة على إقطاعه، وجعله من جملة أمراء الطبلخانات بالديار المصرية، ثم رسم بنفى الأمير بردبك التاجى الأشرفى- الذي كان تكلم على بندر جدّة في السنة الماضية- إلى القدس بطالا، وأخرج السلطان إمرة بردبك المذكور إلى جكم الأشرفى خال الملك العزيز يوسف، والإقطاع إمرة عشرة.

وفي يوم الاثنين ثامن عشر شوال المذكور تسحّب الأمير زين الدين الأستادار، واختفى؛ مما حمل للديوان السلطانى من الكلف، وبلغ السلطان ذلك، فأرسل السلطان خلف على بن الأهناسى البرددار بخدمة زين الدين المذكور [سابقا «١» ] ، وهو يومذاك أستادار المقام الشهابى أحمد بن السلطان، واستقرّ به أستادارا عوضا عن زين الدين دفعة واحدة، وعلم السلطان أن عليّا هذا ليس هو في هذه الرّتبة، ولا فيه أهلية لأن يكون من جملة كتّاب ديوان المفرد، فتكلم في الملأ بكلام معناه أن السلطان إذا أقام كائنا من كان من أقلّ الناس في أىّ وظيفة شاء- وكان للسلطان به عناية- سدّ تلك الوظيفة على أحسن الوجوه، فسكت كلّ أحد، لعلمهم أن السلطان يعلم حاله، كما يعلمونه هم، واختاره لهذه الرّتبة.

ثم في يوم السبت ثالث عشرين شوال ورد إلى الدّيار المصرية قاصد خوندكار محمد بك ابن مرادبك بن عثمان، متملّك «٢» بلاد الرّوم «٣» ، لتهنئة السلطان بالملك، وأيضا يخبره بما منّ الله عليه من فتح مدينة إسطنبول، وقد أخذها «٤» عنوة بعد قتال عظيم في يوم الثلاثاء العشرين من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثمانمائة، بعد ما أقاموا على حصارها من يوم الجمعة سادس عشرين شهر ربيع الأوّل من هذه السنة- أعنى سنة سبع وخمسين المذكورة- إلى أن أخذها في التاريخ المقدم ذكره.