للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع ولده عبد الله بن طاهر بالرقة فرفعت إليه القصص فوقع عليها فزاد على أبيه بألفي ألف درهم.

وقال محمد بن يزيد الأموي الحصني «١» - وكان محمد هذا من ولد مسلمة بن عبد الملك بن مروان، وكان قد اعتزل الناس في حصن له- قال: لما بلغني خروج عبد الله بن طاهر من بغداد يريد قتال مصر أيقنت بالهلاك لما كان بلغه من ردي عليه- يعنى قصيدته التى يقول فى أوّلها:

مدمن الإغضاء موصول ... ومديم العتب مملول

من أبيات كثيرة- قال: ولما كان بلغني هذه القصيدة أتقنت المنافية، وقلت: يفتخر علينا رجل من العجم قتل ملكاً من ملوك العرب بسيف أخيه! - يعني بذلك أباه طاهراً لما قتل الأمين بسيف المأمون- فرددت عليه قصيدته بقصيدتى التى أوّلها:

لا يرعك القال والقيل ... كل ما بلغت تهويل

ولم أعلم أن الأقدار تظفره بي «٢» ؛ فلما قرب مجيء عبد الله بن طاهر استوحشت المقام خوفاً على نفسي ورأيت تسليم نفسي عاراً علي، فأقمت مستسلماً للأقدار، وأقمت جارية سوداء في أعلى الحصن، فلم يرعني «٣» إلا وهي تشير بيدها وإذا بباب الحصن يدق؛ فخرجت وإذا بعبد الله بن طاهر واقف وحده قد انفرد عن أصحابه؛ فسلمت عليه سلام خائف، فرد علي رداً جميلاً؛ فأومأت أن أقبل ركابه فمنعني بألطف منع، ثم ثنى رجله وجلس على دكة باب الحصن، ثم قال: سكن روعك فقد أسأت