العربان قطّاع الطريق جاءوا من جهة الشرقية حتى وصلوا إلى قرب باب الوزير، ثم عادوا من حيث جاءوا، وصاروا في عودهم يسلبون من وقعوا به من الناس، فعرّوا جماعة كبيرة من بين فقهاء وأعيان وغيرهم، وكان الوقت بعد آذان العصر بدرجات وقت حضور الخوانق «١» .
وفي يوم الأحد ثانى عشره، خلع السلطان على السيد الشريف حسام الدين محمد ابن حريز «٢» ، باستقراره قاضى قضاة المالكية بعد موت القاضى ولى الدين السّنباطى «٣» .
وفي يوم الثلاثاء رابع عشر رجب المذكور ورد الخبر على السلطان بوصول العساكر المتوجهة لقتال ابن قرمان إلى حلب، وأنهم اجتمعوا في حلب بالأمير قانى باى الحمزاوى نائب الشام هناك؛ لأن قانى باى المذكور كان خرج من دمشق قبل وصول العسكر إليها بثلاثة أيام، فتكلم الناس بأنه ظن أن سفر العساكر ما هو إلا بسبب القبض عليه في الباطن، والتوجّه لابن قرمان في الظاهر.
قلت: وللقائل بهذا القول عذر بين، وهو أن قانى باى المذكور من يوم تسلطن الملك الأشرف إينال هذا- وهو نائب حلب- لم يحضر إلى الديار المصرية ولا داس بساط السلطان، غير أنه يمتثل أوامر السلطان ومراسيمه حيث كان أولا بحلب، ثم بعد انتقاله إلى نيابة دمشق؛ فعلم بذلك كلّ أحد أن قانى باى المذكور