ثم في يوم السبت ثالث عشره ورد الخبر بموت الأمير جكم النّورى المؤيّدى- المعروف بقلقسيز- أحد أمراء العشرات ورأس نوبة.
ثم في يوم الاثنين خامس عشر شوال المذكور وصلت العساكر المجرّدة لبلاد ابن قرمان على أسوأ حال من الضّعف الذي حصل لهم في أثناء الطريق، وطلع مقدّم العسكر الأمير خشقدم المؤيّدى أمير سلاح، ورفقته من الأمراء المقدّم ذكرهم عند توجههم والمماليك السلطانية إلى القلعة، وقبّل الأرض فأكرمه السلطان وخلع عليه وعلى رفقته، فنزل الأمير خشقدم إلى داره وبين يديه أعيان الدّولة وقد نقص من رفقته اثنان من المقدمين: جانى بك القرمانى المتوفى، ويونس العلائى لضعف بدنه، وقد دخل إلى القاهرة في محفّة.
ثم في يوم الاثنين هذا «١» أنعم السلطان على الأمير بايزيد التمربغاوى أحد أمراء الطبلخانات بإمرة مائة وتقدمة ألف عوضا عن جانبك القرمانى المقدم ذكره «٢» ، وأنعم بطبلخانات بايزيد على الأمير برسباى الإينالى المؤيّدى.
ثم في يوم الخميس ثامن عشر شوال المذكور خرج المقام الشهابى أحمد بن السلطان- وهو يومئذ أمير حاج المحمل- بالمحمل من القاهرة إلى بركة الحاجّ دفعة واحدة- وقد صار ذلك عادة- وترك النّزول بالمحل في الرّيدانيّة خارج القاهرة، وسافرت معه أمّه خوند الكبرى زينب بنت البدرى حسن بن خاص بك، وإخوته الجميع الذكور والإناث، والإخوة الجميع ثلاثة: ذكر واحد وهو أصغر منه- يسمى محمدا- مراهق، وأخته الكبرى زوجة الأمير بردبك الدّوادار الثانى، والصغرى وهى زوجة الأمير يونس الدّوادار الكبير، ورحل من البركة في ليلة الاثنين ثانى عشرين شوال بعد أن رحل قبله أسندمر الجقمقى رأس المجاورين، وأمير الركب الأول يشبك الأشقر الأشرفى، وقد استقرّ أمير عشرة قبل تاريخه.