للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم صار أمير مائة ومقدّم ألف بها إلى أن مات، واستريح منه، لأنه كان أيضا من مقولة يشبك المقدّم ذكره، بل يزيده سوء الخلق والجنون.

وتوفّى شاعر العصر الشيخ شمس الدين محمد بن حسن بن على بن عثمان الشافعى الفقيه النّواجى «١» ، الشاعر المشهور في يوم الأربعاء سادس عشرين جمادى الأولى، ومولده بالقاهرة في سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وأصله من نواج- قرية بالغربية، من عمل الوجه البحرى من القاهرة- ونشأ بالقاهرة، وقرأ واشتغل إلى أن مهر وبرع فى عدة علوم وفنون، وغلب عليه نظم القريض، حتى قال منه أحسنه، وأنشدنى كثيرا من شعره، ومما أنشدنى من لفظه لنفسه- رحمه الله تعالى قوله:

[الوافر]

طلبت وصاله، فدنا لحربى ... يهزّ من القوام اللّدن رمحا

وسلّ من اللواحظ مشرفيّا ... ليضرب، قلت: لا بالله صفحا

ومما أنشدنى لنفسه أيضا:

[الطويل]

خليلىّ: هذا ربع عزّة، فاسعيا ... إليه وإن سالت به أدمعى طوفان

فجفنى جفا طيب المنام وجفنها ... جفانى، فيالله من شرك الأجفان

وقد استوعبنا من لفظه وشعره قطعة جيدة في ترجمته في تاريخنا «المنهل الصافى والمستوفى بعد الوافى» ، وأيضا في تاريخنا «حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور» إذ هما محل الإطناب- انتهى.

وتوفّى الشيخ المعتقد المجذوب محمد المغربى «٢» فى صبيحة يوم الجمعة خامس جمادى الآخرة، ودفن من يومه قبل صلاة الجمعة بتربة السلطان الملك الأشرف إينال التي أنشأها