وفي يوم سلخه ورد الخبر بموت الأمير تنم نائب الشام، وأحضر سيفه قانصوه الجلبّانى الحاجب الثانى بدمشق، فرسم السلطان للأمير جانبك التاجى المعزول عن نيابة حلب باستقراره في نيابة دمشق، عوضا عن تنم، وتعيّن قانى باى الحسنى المؤيّدى مسفّره، وأنعم السلطان بإقطاع بردبك- الذي كان عيّن «١» لجانبك التاجى «٢» - على الأمير يشبك الدّوادار، وأنعم بإقطاع يشبك على مغلباى طاز المؤيدى، وكلاهما تقدمة ألف، لكن التفاوت في كثرة المتحصل، وأنعم بإقطاع مغلباى طاز على الأمير قايتباى شاد الشرابخاناه زيادة على إقطاعه، ليكون قايتباى أيضا من جملة مقدمى الألوف، فزيدت المقدمون تقدمة أخرى، واستقرّ نانق الظاهرى الأمير آخور الثانى شاد الشرابخاناه عوضا عن قايتباى، واستقرّ جانبك من ططخ الفقيه أمير آخور ثانيا عوضا عن نانق «٣» .
وفي يوم الثلاثاء ثالث عشر جمادى الآخرة عيّن السلطان إلى البحيرة تجريدة عليها الأمير أزبك حاجب الحجّاب، وصحبته من أمراء الطبلخانات جانبك الإسماعيلى كوهية الدوادار الثانى، وكسباى الشّشمانى الناصرى ثم المؤيدى، ومن العشرات أرغون شاه أستادار الصحبة، وقانم نعجة، وجانم أمير شكار، وتنبك الأشقر، والجميع أشرفية، وتغرى بردى الطيّارى، وقانصوه، وقانى باى الساقى، وهما ظاهريان، وأربعمائة مملوك من المماليك السلطانية.
وفي يوم الأحد ثامن عشره ركب السلطان ونزل إلى بيت الأمير بردبك نائب حلب، ثم «٤» خرج من عند بردبك «٥» ودخل إلى برقوق الناصرى فلم يجده.