فأرسل إليه قاصدا آخر، فضربه جانبك بالنشّاب، فركب جاكم إليه من الأفقسية «١» مدينة قبرس، وجاء إليه وكلّمه، فلم يلتفت إليه، وخشّن عليه الكلام، فكلمه جاكم ثانيا، فضربه بشىء كان في يده، فسقط جاكم مغشيا عليه، فلما رأت الفرنج ذلك مدت أيديها إلى جانبك ومن معه من المسلمين بالسيوف، فقتل جانبك وقتل معه خمسة وعشرون مملوكا من المماليك السلطانية، وهذا معنى ما حكاه يعقوب الفرنجى قاصد جاكم الذي حضر إلى القاهرة رسولا من عند جاكم- والله أعلم- هذا مع اختلاف الروايات فى قتل جانبك ورفقته، واستولى جاكم على الماغوصة على أنه نائب بها عن السلطان، وعلى كل حال صارت الماغوصة بيد جاكم صاحب قبرس.
ثم عيّن السلطان سودون المنصورى الساقى إلى رواح «٢» قبرس مع يعقوب المذكور، فسافر سودون المذكور، ووقع له أمور ذكرناها في موضعها من تاريخنا «الحوادث»
ثم في يوم السبت ثامن شهر رجب أعيد قاضى القضاة شرف الدين يحيى المناوى إلى منصب قضاء الشافعية «٣» بعد موت قاضى القضاة علم الدين صالح البلقينى.
ثم في يوم الاثنين عاشر رجب أدير المحمل، فلعبت الرمّاحة على العادة.
وفي يوم السبت ثانى عشرينه عيّن السلطان تجريدة إلى البحيرة يردف بها الأمير قرقماس لأمر وقع له مع العرب، قتل فيه جماعة من المماليك السلطانية.
ثم في يوم الأحد سابع شعبان وصل الأمير قرقماس بمن معه من البحيرة.
وفي هذا الشهر ورد الخبر بأخذ قلعة كركر «٤» ، وقتل نائبها جكم بحيلة من الأكراد.