أجزنى «١» فإنى قد ظمئت إلى الوعد ... متى ينجز الوعد المؤكّد بالعهد
الى أن قال:
رأى الله عبد الله خير عباده ... فملّكه والله أعلم بالعبد
ألا إنما المأمون للناس عصمة ... مميّزة بين الضلالة والرّشد
فقال له المأمون: أحسنت، فقال الحاجب: أحسن قائلها، قال: ومن هو؟
قال: عبدك الحسين بن الضحاك؛ فقال المأمون: لا حيّاه الله! أليس هو القائل:
فلا تمّت الأشياء بعد محمد ... ولا زال شمل الملك فيها مبدّدا
ولا فرح المأمون بالملك بعده ... ولا زال فى الدنيا طريدا مشرّدا
هذه بتلك ولا شىء له عندنا. قال الحاجب: فأين عادة عفو أمير المؤمنين؟
قال: أمّا هذه فنعم، ائذنوا له. فدخل الحسين فقال له المأمون: هل عرفت يوم قتل أخى الأمين أن هاشميّة هتكت؟ قال: لا، قال: فما معنى قولك:
وممّا «٢» شجا قلبى وكفكف عبرتى ... محارم من آل الرسول استحلّت
ومهتوكة بالخلد «٣» عنها سجوفها ... كعاب «٤» كقرن الشمس حين تبدّت
فلا بات ليل الشامتين بغبطة ... ولا بلغت آمالهم ما تمنّت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute