ليسجن بها، ومسفرّه قانصوه اليحياوى، وقد تقدم ذكر ذلك كله في ترجمة الظاهر يلباى.
وفي يوم الثلاء عاشره فرقت نفقة المماليك السلطانية، وهى تمام تفرقة يلباى التي كان أنفق غالبها ولم يتم، ولم يفرق الملك الظاهر تمربغا نفقة على المماليك السلطانية لقلة الموجود بالخزانة الشريفة.
ورسم الملك الظاهر تمربغا في هذا اليوم بإعطاء أولاد الناس النفقة، الذين هم من جملة المماليك السلطانية، وكان الملك الظاهر يلباى منعهم، فكثر الدعاء عليه بسبب ذلك حتى خلع، وأحوجه الله إلى عشر من أعشارها، فلما أمر الملك الظاهر تمربغا بالنفقة عليهم كثر الدعاء له بذلك، فلم يسلم من واسطة سوء- وكلمة الشح مطاعة- فتغير بعد ذلك، فقرأ بعض أولاد الناس هذه الآية الشريفة:«إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم «١» » بذل وخشوع وكسر خاطر، فلم يفلح بعدها، ولم يقع للظاهر تمربغا في سلطنته ما يعاب عليه إلا هذه القضية، فما شاء الله كان، قلت:
«وا عجباه من رجل يملك تخت ملك مصر، ثم تضعف همته عن إعطاء مثل هذا النزر اليسير الذي يعوضه الملك العارف المدبر من أى جهة شاء من الجهات الخفية عن العارى الضعيف التدبير، وتطلق عليه بعدم الإعطاء ألسنة الخاص والعام، وتكثر الشناعة والقالة فى حقه بسبب ذلك ولكن العقول تتفاوت» .
وفيه أيضا قدم الأمير أزدمر تمساح إلى القاهرة بعد ما أوصل الأمير بردبك الظاهرى نائب الشام إل القدس ليقيم به بطالا.
وفي يوم الخميس ثانى «٢» عشره خلع السلطان على الأتابك قايتباى خلعة نظر