عليه السلام! إني لأجد في كتاب الله عز وجل أن الله يوحي إليه في كل عام مرتين:
يوحي إليه عند جريه: إن الله يأمرك أن تجري، فيجري ما كتب الله؛ ثم يوحي إليه بعد ذلك: يا نيل عد حميداً.
وروى ابن يونس من طريق حفص بن عاصم عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «النيل وسيحان وجيحان والفرات من أنهار الجنة» .
وعن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن كعب الأحبار أنه كان يقول: أربعة أنهار من الجنة وضعها الله عز وجل في الدنيا، فالنيل نهر العسل في الجنة، والفرات نهر الخمر في الجنة، وسيحان نهر الماء في الجنة، وجيحان نهر اللبن في الجنة.
وقد روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: نيل مصر سيد الأنهار، وسخر الله له كل نهر من المشرق إلى المغرب، فإذا أراد الله تعالى أن يجري نيل مصر أمر الله كل نهر أن يمده فأمدته الأنهار بمائها، وفجر الله له الأرض عيونًا، فإذا انتهت جريته إلى ما أراد الله عز وجل أوحى الله إلى كل ماء أن يرجع إلى عنصره. وقد ورد أن مصر كنانة الله في أرضه.
وعن أبي جنادة الضبىّ: أنه سمع عليا يقول: النيل في الآخرة عسل أغزر ما يكون من الأنهار التي سمى الله عز وجل؛ ودجلة (يعني جيحان) في الآخرة لبن أغزر ما يكون من الأنهار التي سمى الله عز وجل؛ والفرات خمر أغزر ما يكون من الأنهار التي سمى الله عز وجل؛ وسيحان ماء أغزر ما يكون من الأنهار التي سمى الله عز وجل.
وقال بعض الحكماء: مصر ثلاثة أشهر لؤلؤة بيضاء، فإن في شهر أبيب (وهو تموز) ومسرى (وهو آب) وتوت (وهو أيلول) يركبها الماء فيها فترى الدنيا بيضاء