قال الذهبىّ: أبو محمد التميمىّ الموصلىّ النديم صاحب الغناء كان اليه المنتهى فى معرفة الموسيقى. قلت: لم يكن فى أيّام إسحاق الموسيقىّ ولا بعده بمدّة سنين مثله. اهـ. قال: وكان له أدب وافر وشعر رائق جزل، وكان عالما بالأخبار وأيّام الناس وغير ذلك من الفقه والحديث والأدب وفنون العلم. قال: وسمع من مالك وهشيم وسفيان بن عيينة والأصمعىّ وجماعة. اهـ.
وعن إسحاق قال: بقيت دهرا من عمرى أغلّس «١» كلّ يوم الى هشيم أو غيره من المحدّثين، ثم أصير الى الكسائىّ أو الفرّاء أو ابن غزالة فأقرأ عليه جزءا من القرآن، ثم أصير الى منصور المعروف بزلزل المغنّى فيضاربنى طريقين فى العود أو ثلاثة، ثم آتى عاتكة بنت شهدة فآخذ منها صوتا أو صوتين، ثم آتى الأصمعىّ وأبا عبيدة فأنشدهما [وأستفيد منهما «٢» ] ، فإذا كان العشاء رحت الى أمير المؤمنين الرشيد. ومن شعره:
هل إلى أن تنام عينى سبيل ... إنّ عهدى بالنّوم عهد طويل
وكان إسحاق يكره أن ينسب الى الغناء. وقال المأمون: لولا شهرته بالغناء لولّيته القضاء. وفيها توفى سريج- بسين مهملة وجيم- بن يونس بن إبراهيم المروزىّ الزاهد العابد جدّ ابن سريج الفقيه الشافعىّ، كان سريج أعجميا فرأى فى منامه الحقّ جلّ جلاله، فقال له: يا سريج، طلب «٣» كن، فقال سريج: يا خداى سر بسر. وهذا