مقياس بالقصر «١» خلف الباب يمنة من يدخل منه فى داخل الزّقاق، أثره قائم الى اليوم، وقد بنى عليه وحوله.
ولما فتح عمرو بن العاص مصر بنى بها مقياسا بأسوان، فدام المقياس بها مدّة الى أن بنى فى أيام معاوية بن أبى سفيان مقياس بأنصنا أيضا؛ فلم يزل يقاس عليه الى أن بنى عبد العزيز بن مروان مقياسا بحلوان. وكان عبد العزيز بن مروان أمير مصر إذ ذاك من قبل أخيه عبد الملك بن مروان، وقد تقدّم ذكر عبد العزيز فى ولايته على مصر. وكان عبد العزيز يسكن بحلوان. وكان مقياس عبد العزيز الذي ابتناه بحلوان صغير الذرع. ثم بنى أسامة بن زيد التّنوخىّ فى أيام الوليد بن عبد الملك مقياسا وكسر فيه ألف قنطار «٢» . وأسامة هذا هو الذي بنى بيت المال بمصر، وكان أسامة عامل خراج مصر. ثم كتب أسامة المذكور الى سليمان بن عبد الملك بن مروان لما ولى الخلافة ببطلان هذا المقياس المذكور، وأن المصلحة بناء مقياس غير ذلك؛ فكتب إليه سليمان ببناء مقياس فى الجزيرة (يعنى الروضة) فبناه أسامة فى سنة سبع وتسعين- قال ابن بكير «٣» مؤرّخ مصر: أدركت المقياس بمنف ويدخل القيّاس بزيادته كل يوم إلى الفسطاط (يعنى مصر) - ثم بنى المتوكّل فيها مقياسا فى سنة سبع وأربعين ومائتين