إلجام في ذخائر الخلفاء إلى وقعة هولاكو ببغداد- فقال: الحمد لله الذي رد علينا ما أنفقناه] .
وقيل: إن الأمير أحمد بن طولون سأل بعض علماء الأقباط المعمرين ممن رأى الرابع عشر من ولد ولده عن الأهرام؛ فقال: إنها قبور الملوك، كان الملك منهم إذا مات وضع في حوض حجارة يسمّى الجرون، ثم يبنى عليه الهرم، ثم يقنطر عليه البنيان والقباب، ثم يرفعون البناء على هذا المقدار الذي ترونه ويجعل باب الهرم تحت الهرم، ثم يجعل له طريق في الأرض بعقد أزج، فيكون طول الأزج تحت الأرض مائة ذراع أو أكثر، ولكل هرم من هذه الأهرام باب مدخله على ما وصفت؛ فقيل له: كيف بنيت هذه الأهرام المملسه، وعلى أي شيء كانوا يصعدون ويبنون، وعلى أي شيء كانوا يضعون الآلات ويحملون الحجارة العظيمة التي لا يقدر أهل زماننا هذا على أن يحركوا الحجر الواحد إلا بجهد؟ فقال: كان القوم يبنون الهرم مدرجا فإذا فرغوا منه نحتوه من فوق إلى أسفل، قلت: وهذا أصعب من الأول، قال:
فكانت هذه حيلتهم، وكانوا مع هذا لهم قدرة وصبر وطاعة لملوكهم ديانة؛ فقيل له:
ما بال هذه الكتابة التي على الأهرام والبرابي لا تقرأ؟ قال: ذهب الحكماء الذين كان هذا قلمهم «١» ، وتداول أرض مصر الأمم، فغلب على أهلها القلم الرومي كأشكال أحرف القبط والروم؛ فالقبط تقرؤه على حسب تعارفها إياه وخلطها لأحرف الروم بأحرفها على حسب ما ولدوا من الكتابة بين الرومي والقبطي الأول، فذهب عنهم كتابة آبائهم السالفة وصاروا لا يعرفونها، وهي هذه الكتابة التي على الأهرام وغيرها. انتهى أمر الهرم.