للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«١» قد نظم عمارة اليمنىّ فيهما فقال:

خليلي ما تحت السماء بنية ... تماثل في إتقانها هرمي مصر

بناء يخاف الدهر منه وكل ما ... على ظاهر الدنيا يخاف من الدهر

تنزه طرفي في بديع بنائها ... ولم يتنزه في المراد بها فكري

وقال سعد الدين بن جبارة فى المعنى:

لله أي غريبة وعجيبةٍ ... في صنعة الأهرام للألباب

أخفت عن الأسماع قصة أهلها ... ونضت عن الإبداع كل نقاب

فكأنما هي كالخيام مقامة ... من غير ما عمدٍ ولا أطناب

وبالقرب من الأهرام صنم على صورة إنسان تسميه العامة «أبا الهول» لعظمه، والقبط يزعمون أنه طلسم للرمل الذي هناك لئلا يغلب على أرض الجيزة] .

وأما السحرة الذين كانوا بمصر في زمان فرعون فكانوا، كما ذكر يزيد بن أبي حبيب، اثني عشر ساحراً رؤساء، وتحت يد كل ساحر منهم عشرون عريفاً، تحت يد كل عريف منهم ألف من السحرة؛ فكان جميع السحرة مائتي ألف وأربعين ألفا ومائتين واثنين وخمسين إنسانا بالرؤساء والعرفاء.

وعن محمد بن المنكدر: كان السحرة ثمانين ألفاً، فلما عاينوا ما عاينوا أيقنوا أن ذلك من السماء وأن السحر لا يقوم أمر الله، فخر الرؤساء الاثنا عشر عند ذلك سجدا، فاتبعهم العرفاء واتبع العرفاء من بقي؛ قالوا: آمنا برب العالمين رب موسى وهارون، وكانوا من أصحاب موسى ولم يفتتن أحد منهم مع من افتتن من بني إسرائيل فى عبادة العجل.