وقال أحمد بن يوسف: قلت لأبي العباس بن خاقان: الناس فرقتان فى ابن طولون، فرقة تقول: إنّ أحمد ابن طولون، وأخرى تقول: هو ابن يلبخ «١» التركىّ، وأمّه قاسم جارية طولون؛ فقال: كذبوا، إنما هو ابن طولون. ودليله أنّ الموفّق لما لعنه نسبه إلى طولون ولم ينسبه إلى يلبخ، ويلبخ مضحاك يسخر منه، وطولون معروف بالسّتر. وقال أحمد بن يوسف المذكور: كان طولون رجلا من أهل طغزغز «٢» حمله «٣» نوح بن أسد عامل بخارى إلى المأمون [فيما كان موظّفا عليه من المال والرقيق والبراذين وغير ذلك فى كلّ سنة «٤» ] . وولد [له «٥» ] أحمد [سنة عشرين «٦» ومائتين] من جارية، ومات أبوه طولون فى سنة أربعين ومائتين، وقيل: فى سنة ثلاثين ومائتين، والأوّل أصح. انتهى كلام ابن يوسف.
ونشأ أحمد بن طولون على مذهب جميل، وحفظ القرآن وأتقنه «٧» ، وكان من نشأته أطيب الناس صوتا به، مع كثرة الدرس وطلب العلم؛ وتفقّه على مذهب الإمام