للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعظم أبى حنيفة. ولما ترعرع «١» أحمد تزوّج بابنة عمّه خاتون فولدت له العباس سنة اثنتين وأربعين ومائتين. ولما مات أبوه طولون فوّض إليه الخليفة المتوكّل ما كان لأبيه، ثم تنقّلت به الأحوال إلى أن ولى إمرة الثغور وإمرة دمشق ثم ديار مصر. وكان يقول: ينبغى للرئيس أن يجعل اقتصاده على نفسه وسماحته على من يقصده ويشتمل عليه، فإنه يملكهم ملكا لا يزول به عن قلوبهم. ونشأ أحمد بن طولون فى الفقه والصلاح والدين والجود حتى صار له فى الدنيا الذكر الجميل.

وكان شديد الإزراء «٢» على الترك وأولادهم لما يرتكبونه فى أمر الخلفاء، غير راض بذلك، ويستقلّ عقولهم؛ ويقول: حرمة الدّين عندهم مهتوكة.

وقال الخاقانىّ «٣» - وكان خصيصا عند ابن طولون-: وقال لى يوما (يعنى ابن طولون) : يا أخى [الى «٤» ] كم نقيم على هذا الإثم مع هؤلاء الموالى! (يعنى الأتراك) ، لا يطئون موطئا إلا كتب علينا الخطأ والإثم؛ والصواب أن نسأل الوزير «٥» أن يكتب «٦» أرزاقنا الى الثغر؛ فسأله فكتب له وخرجنا إلى طرسوس؛ فلما «٧» رأى ما الناس عليه