للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البرّ والصدقات، كما سيأتى ذكرها. وكان يتصدّق فى كل يوم بمائة دينار غير ما كان عليه من الرواتب، وكان ينفق على مطبخه فى كلّ يوم ألف دينار، وكان يبعث بالصدقات الى دمشق والعراق والجزيرة والثغور وبغداد وسرّ من رأى والكوفة والبصرة والحرمين وغيرها؛ فحسب ذلك فكان ألفى «١» ألف دينار ومائتى ألف دينار.

ثم بنى الجامع الذي بين مصر وقبّة «٢» الهواء على جبل يتسكر خارج القاهرة وغرم عليه أموالا عظيمة.

قال أحمد الكاتب: أنفق عليه مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار. وقال له الصنّاع: على أىّ مثال نعمل المنارة؟ وما كان يعبث قطّ فى مجلسه، فأخذ درجا من الكاغد وجعل يعبث به فخرج بعضه وبقى بعضه فى يده، فعجب الحاضرون، فقال: اصنعوا المنارة على هذا المثال، فصنعوها.

ولما تمّ بناء الجامع رأى أحمد بن طولون فى منامه كأنّ الله تعالى قد تجلّى للقصور «٣» التى حول الجامع ولم يتجلّ للجامع، فسأل المعبّرين فقالوا: يخرب ما حوله ويبقى قائما وحده؛ فقال: من أين لكم هذا؟ قالوا: من قوله تعالى: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا

، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا تجلّى الله لشىء خضع له» .

وكان كما قالوا.