بتريّثى «١» على متظلّم عيّ «٢» اللسان شديد التهيّب «٣» ، فسمعت منه وصبرت عليه حتى قامت حجته وتقدّمت «٤» بإنصافه؛ وما فى الآخرة على الرؤساء أشدّ من الحجاب «٥» لملتمسى «٦» الإنصاف.
ورثاه كثير من الشعراء، من ذلك ما قاله بعض المصريّين:
يا غرّة «٧» الدنيا الذي أفعاله ... غرر بها كلّ الورى تتعلّق
أنت الأمير على الشآم وثغره ... والرّقّتين «٨» وما حواه المشرق
واليك مصر وبرقة وحجازها ... كلّ «٩» إليك مع المدى يتشوّق
وخلّف ابن طولون ثلاثة وثلاثين ولدا، منهم سبعة عشر ذكرا، وهم:
العباس وخمارويه الذي ولى مصر بعد موته، وعدنان ومضر وشيبان وربيعة وأبو العشائر، وهؤلاء أعيانهم، فأما العباس فهو الذي كان عصى على والده ودخل الغرب وحمل الى أبيه أحمد فحبسه ومات وهو فى حبسه، ومات بعد أبيه بيسير؛ وكان شاعرا، وهو القائل: