عليها السّوّاس فيدخل كل سبع إلى بيته لا يتعدّاه إلى غيره. وكان من جملة هذه السباع سبع أزرق العينين يقال له «١» له" زريق" قد أنس بخمارويه وصار مطلقا فى الدار لا يؤذى أحدا وراتبه على عادة السباع، فلا يلتفت إلى غذائه بل ينتظر سماط خمارويه، فإذا نصبت المائدة أقبل زريق معها وربض بين يدى خمارويه، فيبقى خمارويه يرمى إليه بيده الدّجاجة بعد الدجاجة والقطعة «٢» الكبيرة من اللحم ونحو ذلك مما على المائدة؛ وكانت له لبؤة لم تأنس بالناس كما أنس هو، فكانت محبوسة فى بيت وله وقت معروف يجتمع بها [فيه «٣» ] ، وكان إذا نام خمارويه جاء زريق وقعد ليحرسه، فإن كان [قد «٤» ] نام على سريره ربض بين يدى السرير وجعل يراعيه ما دام نائما، وإن نام خمارويه على الأرض قعد قريبا منه وتفطّن لمن يدخل أو يقصد خمارويه لا يغفل عن ذلك لحظة واحدة؛ وكان في عنق زريق طوق من ذهب فلا «٥» يقدر أحد أن يدنو من خمارويه ما دام نائما لمراعاة زريق له وحراسته إياه، حتى أراد الله إنفاذ قضائه في خمارويه كان بدمشق وزريق بمصر، ولو كان زريق حاضرا لما كان يصل إلى خمارويه أحد. فما شاء الله كان.
وكان خمارويه أيضا قد بنى دارا جديدة للحرم من أمّهات أولاد أبيه [مع «٦» أولادهنّ وجعل معهنّ المعزولات من أمهات أولاده] وجعل فيها لكل واحدة حجرة واسعة، لتكون «٧» لهم بعد زوال دولتهم، وأقام لكلّ حجرة من الخدم