وقال المقريزى: وقد «١» ذهبت الجمعة ببغداد بعد القضاعى بقتل هولاكو «٢» للخليفة المستعصم ببغداد. وزالت شعائر الإسلام من العراق؛ [وبقيت «٣» مكة شرّفها الله تعالى، وليس في شهر رمضان الآن بها ما يقال فيه: إنّه من عجائب الإسلام] .
انتهى كلام المقريزى رضى الله عنه.
قلت: وما زال أمر خمارويه في تزايد إلى أن ماتت حظيّته بوران التى بنى لها القصر المعروف ببيت الذهب المقدّم ذكره، فكدّر موتها عيشه وانكسر انكسارا بان عليه. ثم إنه أخذ في تجهيز ابنته قطر الندى لمّا تزوّجها الخليفة المعتضد، فجهّزها جهازا ضاهى به نعمة الخلافة. وقد ذكرنا سبب زواج الخليفة بابنته قطر الندى المذكور في أوائل ترجمته، ووعدنا بذكر جهازها في آخر الترجمة في هذا المحل.
وكان من جملة جهازها دكّة أربع قطع من ذهب عليها قبّة من ذهب مشبّك «٤» فى كل عين من التشبيك قرط معلّق فيه حبّة من جوهر لا يعرف لها قيمة، ومائة هاون من الذهب. وقال الذهبىّ: وألف هاون من ذهب. قال القضاعىّ: وعقد المعتضد النكاح على ابنته قطر الندى فحملها أبو الجيش خمارويه إلى المعتضد مع