الليث الصفّار على الخليفة المعتضد العباسىّ من خراسان بالهدايا والتّحف؛ وفيها مائتا جمل «١» ومائتا حمارة؛ ومن الطرائف شىء كثير، منها: صنم على خلقة امرأة كان قوم من الهند في مدينة يقال لها" أيل شاه" كانوا يعبدونها. وفيها خرج جماعة من قوّاد مصر الى المعتضد، منهم محمد بن إسحاق وخاقان البلخىّ «٢» وبدر بن جفّ؛ وسبب قدومهم الى المعتضد أنهم كانوا أرادوا أن يقتلوا جيش بن خمارويه المذكور فسعى بهم إليه وكان راكبا [وكانوا «٣» ] فى موكبه، وعلموا أنه قد علم بهم، فخرجوا من وقتهم وسلكوا البرّيّة وتركوا أموالهم وأهاليهم، فتاهوا أيّاما ومات منهم جماعة من العطش، ثم خرجوا على طريق الكوفة؛ فبلغ [أمرهم] الخليفة المعتضد فأرسل اليهم الأطعمة والدوابّ، ثم وصلوا بغداد فأكرمهم المعتضد وقرّبهم. وفيها توفّى إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم أبو إسحاق الثّقفىّ السّرّاج النيسابورىّ، كان الإمام أحمد بن حنبل يزوره في منزله «٤» لزهده وورعه. وفيها توفّى سهل بن عبد الله بن يونس أبو محمد التّسترىّ أحد المشايخ، ومن أكابر القوم والمتكلّم في علوم الإخلاص والرياضات «٥» وكان كبير الشأن. وفيها توفّى صالح بن محمد بن عبد الله الشيخ أبو الفضل الشّيرازىّ «٦» البغدادىّ، كان رجلا صالحا، ختم القرآن أربعة آلاف مرة. وفيها توفّى عبد الرّحمن ابن يوسف بن سعيد «٧» بن خراش أبو محمد الحافظ البغدادى، أقام بنيسابور مدّة مستفيدا من محمد بن يحيى الذّهلىّ وغيره وسمع منه جماعة، وكان أوحد زمانه وفريد عصره.