للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفّى علىّ بن العبّاس بن جريح أبو الحسن الشاعر المشهور المعروف بابن الرومى مولى عبيد الله «١» بن عيسى بن جعفر؛ كان فصيحا بليغا، وهو أحد الشعراء المكثرين في الغزل والمدح والهجاء. قال صاحب المرآة: إنه مات في هذه السنة.

وقال ابن خلّكان: توفّى ليلة الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث «٢» وثمانين، وقيل: أربع وثمانين، وقيل: سنة ستّ وسبعين. وهذه الأقوال أثبت من قول صاحب المرآة. انتهى. ومن شعره ولم يسبق إلى هذا المعنى:

آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم ... فى الحادثات إذا دجون نجوم

منها معالم للهدى ومصابح ... تجلو الدّجى والأخريات رجوم

وله من قصيدة:

وإذا امرؤ مدح امرأ لنواله ... وأطال فيه فقد أراد هجاءه

ويحكى أنّ لائما لامه وقال له: لم لا تشبّه تشبيه ابن المعتز وأنت أشعر منه؟

قال له: أنشدنى شيئا من شعره أعجز عن مثله؛ فأنشده صفة الهلال:

فانظر إليه كزورق من فضّة ... قد أثقلته حمولة من عنبر

فقال ابن الرومى: زدنى، فأنشده:

كأنّ آذريونها «٣» ... والشمس فيه كاليه

مداهن من ذهب ... فيها بقايا غاليه