عليه وسلم) أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، ومذلّ المنافقين، وخليفة الله على العالمين، وحاصد الظالمين، وقاصم المعتدين، ومهلك المفسدين، وسراج المستبصرين، وضياء المبصرين. ومشتّت المخالفين، والقيّم بسنة المرسلين، وولد خير الوصيّين، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين [الى «١» ] جعفر بن حميد «٢» الكردىّ: سلام عليك، فإنى أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأسأله أن يصلّى على محمد جدّى. أما بعد، ما هو كيت وكيت. فهذه صورة مكاتبته الى الأقطار. انتهى.
وأما محمد بن سليمان الكاتب فإنّ القاسم بن عبيد الله وزير المكتفى كتب إليه بطلب القرمطىّ المذكور والجدّ في أمره، فسار محمد بن سليمان بعساكره نحوه فالتقوا بموضع دون حماة، وكان القرمطىّ قد قدّم أصحابه أمامه وتخلّف هو في نفر ومعه المال الذي جمعه، فوقع بين محمد بن سليمان وبين أصحاب القرمطىّ وقعة انهزم فيها أصحاب القرمطىّ أقبح هزيمة، وكان ذلك في المحرّم سنة إحدى وتسعين ومائتين. فلما علم القرمطىّ [ب] هزيمة أصحابه أعطى أخاه أمواله وأمره بالنفوذ الى بعض النواحى التى يأمن على نفسه فيها إلى أن يتهيّأ له ما يحب «٣» ، ثم مضى هو وابن عمه المدّثّر «٤» وغلام له يسمّى المطوّق وغلام «٥» آخر يسمّى دليلا، وطلب القرمطىّ بهم طريق الكوفة وسار حتى انتهى الى قرية تعرف بالداليّة «٦» ، وعجزوا عن زادهم