للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوسف بن يعقوب القاضى، وكانت خلافته تسع سنين وتسعة أشهر ونصفا.

قلت: وبويع بالخلافة بعده ولده علىّ بعهد منه، ولقّب بالمكتفى. وكان المعتضد شجاعا مهيبا أسمر نحيفا معتدل الخلق ظاهر الجبروت وافر العقل شديد الوطأة، من أفراد خلفاء «١» بنى العباس وشجعانهم، كان يتقدّم على الأسد وحده.

وقال المسعودىّ: كان «٢» المعتضد قليل الرحمة، قيل: إنه كان إذا غضب على قائد أمر أن تحفر له حفيرة ويلقى فيها وتطمّ عليه، قال: شكّوا في موت المعتضد فتقدّم الطبيب فجسّ نبضه «٣» ففتح عبنه ورفس الطبيب برجله فدحاه أذرعا فمات الطبيب، ثم مات المعتضد أيضا من ساعته. هكذا نقل المسعودىّ. ورثاه الأمير عبد الله بن المعتزّ العبّاسىّ فقال:

يا ساكن «٤» القبر في غبراء مظلمة ... بالطاهريّة «٥» مقصى الدار منفردا

أين الجيوش التى قد كنت تسحبها ... أين الكنوز التى لم تحصها «٦» عددا

أين السرير الذي قد كنت تملؤه ... مهابة من رأته عينه ارتعدا