للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

توفّى بدر «١» المعتضدىّ، كان يخدم المعتضد والموفّق وأباه المتوكّل، وأصله من غلمان المتوكّل فرفعته السعادة. قال يحيى بن علىّ النّديم: كنت واقفا على رأس المعتضد وهو مقطّب فدخل بدر فأسفر وجهه لمّا رآه وضحك، ثم قال لى: يا يحيى، من القائل:

فى وجهه شافع يمحو إساءته ... من القلوب وجيه حيثما شفعا

فقلت: الحكم «٢» بن قنبر المازنىّ؛ فقال: أنشدنى تمامه، فأنشدته:

ويلى على من أطار النوم فامتنعا» ... وزاد قلبى على أوجاعه وجعا

كأنما الشمس من أعطافه لمعت ... حسنا أو البدر من أزراره طلعا «٤»

مستقبل بالذى يهوى وإن كثرت ... منه الذنوب ومعذور بما صنعا

فى وجهه شافع يمحو إساءته ... من القلوب وجيه حيثما شفعا

وكان بدر هذا شجاعا ممدّحا جوادا.