عليهم من الخراج؛ وحمل معه أيضا جماعة من المتقبّلين- أعنى المدركين والكتّاب- لئلا يطالبوا بما عليهم من الأموال، منهم: وهب بن عيّاش المعروف بابن هانئ، وابن بشر المعروف بابن الماشطة وإسحاق بن نصير النصرانىّ وأبو الحسن المعروف بالكاتب، وترك مصر بلا كتّاب. فلم يلتفت محمد الخلنجىّ الى ذلك وطلب المتقبّلين وأغلظ عليهم؛ ثم وجد من الكتّاب من أوقفه على أمور الخراج وأمر الدواوين؛ ثم قلّد لأحمد بن القوصىّ ديوان الإعطاء. وتحوّل من خيمته من ساحل النيل وسكن داخل المدينة في دار بدر الحمامىّ التى كان سكنها عيسى النوشرىّ بعد خروج محمد بن سليمان الكاتب من مصر، وهى بالحمراء «١» على شاطئ النيل. وأجرى محمد الخلنجىّ أعماله على الظلم والجور وصادر أعيان البلد فلقى الناس منه شدائد، إلا أنّه كان اذا أخذ من أحد شيئا أعطاه خطّه ويعده أن يردّ له ما أخذ منه أيّام الخراج.
وأما عيسى النوشرىّ صاحب الترجمة وأبو زنبور الحسين بن أحمد فإنّهما وصلا بعسكرهما قريب الإسكندرية وخفيف النوبىّ في أثرهما لا قريبا منهما؛ وكان أبو زنبور قد أرسل المتقبّلين والكتّاب الى الإسكندرية ليتحصنوا بها. وتابع محمد الخلنجىّ العساكر الى نحو خفيف النوبىّ نجدة له في البرّ والبحر؛ فكان ممن ندبه محمد الخلنجىّ محمد بن لمجور في ستّ مراكب بالسلاح والرجال، فسار حتى وافى الإسكندريّة في يوم الخميس نصف ذى الحجة، وكان بينه وبين أهل الاسكندرية مناوشة حتى دخلها وخلّص بعض أولئك المتقبّلين والكتّاب وحملهم الى مصر؛ وأخذ أيضا لعيسى النوشرىّ ولأبى زنبور ما وجده لهما بالاسكندريّة وفرّقه على عساكره؛ وأقام بعسكره مواقفا «٢» عيسى النوشرىّ خارجا عن الإسكندريّة أياما، ثم انصرف