للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وثلاثين يوما ولم يدخلها، ثم الأمير أحمد بن كيغلغ من آخر [شهر] رمضان؛ ولم يصل رسوله إلا لسبع خلون من شوّال، وهى سنة إحدى وعشرين وثلثمائة- فيها شغب الجند على الخليفة القاهر بالله وهجموا [على] الدار، فنزل في طيّار إلى دار مؤنس الخادم فشكا إليه، فصبّرهم مؤنس عشرة أيام. وكان الوزير ابن مقلة منحرفا عن محمد بن ياقوت، فنقل الى مؤنس أن ابن ياقوت يدبّر عليهم؛ فاتفّق مؤنس وابن مقلة ويلبق «١» وابنه على الإيقاع بابن ياقوت، فعلم فاستتر. ثم جاء علىّ بن يلبق الى دار الخلافة فوكل بها أحمد بن زيرك «٢» وأمره بالتضييق على القاهر. وطالب ابن يلبق [القاهر «٣» ] بما كان عنده من أثاث أمّ المقتدر. وفيها استوحش المظفّر مؤنس وابن مقلة ويلبق من الخليفة القاهر. وفيها أشيع ببغداد أن يلبق والحسن بن هارون كاتبه عزما على سبّ معاوية بن أبى سفيان على المنابر، فاضطربت الناس، وقبض يلبق على جماعة من الحنابلة ونفاهم الى البصرة. وفيها تأكّدت الوحشة بين الخليفة القاهر وبين وزيره ابن مقلة ويلبق، وقبض على يلبق وعلى أحمد بن زيرك وعلى يمن المؤنسىّ صاحب شرطة بغداد وحبسوا، وصار الحبس كلّه في دار الخلافة. ثم طلب الخليفة مؤنسا فضر إليه، فقبض عليه أيضا. واختفى الوزير ابن مقلة؛ فاستوزر القاهر عوضه أبا جعفر [محمد «٤» ] بن القاسم بن عبيد الله، وأحرقت دار ابن مقلة كما أحرقت قبل هذه المرّة.

ثم ظفر القاهر بعلىّ بن يلبق بعد جمعة فحبسه بعد الضرب؛ ثم ذبح القاهر يلبق وابنه عليّا ومؤنسا وخرج برءوسهم الى الناس وطيف بها. ووقع في هذه السنة أمور. وأطلق