وعاش ابن دريد بضعا وتسعين سنة؛ فإنّ مولده في سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وقال أبو حفص «١» بن شاهين: كنّا ندخل على ابن دريد، فنستحى مما نرى من العيدان المعلّقة والشراب وقد جاوز التسعين. ولابن دريد من المصنّفات: كتاب: «الجمهرة» وكتاب «الأمالى» وكتاب «اشتقاق أسماء القبائل» وكتاب «المجتبى «٢» » وهو صغير وكتاب «الخيل «٣» » وكتاب «السلاح» وكتاب «غريب القرآن» ولم يتمّ، وكتاب «أدب الكاتب» وأشياء غير ذلك. وكان يقال: ابن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء. ولما مات دفن هو وأبو هاشم الجبّائىّ في يوم واحد في مقبرة الخيزران لاثنتى عشرة ليلة بقيت من شعبان. ومن شعره قوله:
وحمراء قبل المزج صفراء بعده ... أتت بين ثوبى نرجس وشقائق
حكت وجنة المعشوق صرفا فسلّطوا ... عليها مزاجا فاكتست لون عاشق
وله:
ثوب الشباب علىّ اليوم بهجته ... فسوف ينزعه عنّى يدا الكبر
أنا ابن عشرين لا زادت ولا نقصت ... إنّ ابن عشرين من شيب على خطر
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو حامد أحمد [ابن حماد «٤» ] بن حمدون النّيسابورىّ الأعمشىّ «٥» ، وأحمد بن عبد الوارث العسّال،