فى شهر ربيع الآخر من السنة، وأنه بويع أخوه المتقى بالله إبراهيم بن المقتدر جعفر بالخلافة، وكان ورود هذا الخبر على الإخشيذ بمصر في شعبان من السنة، وأن المتقى أقرّ الإخشيد هذا على عمله بمصر. فاستمرّ الإخشيذ على عمله بمصر بعد ذلك مدّة طويلة الى أن قتل محمد بن رائق في قتال كان بينه وبين بنى حمدان بالموصل في سنة ثلاثين وثلثمائة؛ فعند ذلك جهزّ الإخشيذ جيوشه الى الشام لمّا بلغه قتل محمد ابن رائق، ثم سار هو بنفسه لستّ خلون من شوّال سنة ثلاثين وثلثمائة المذكورة، واستخلف أخاه أبا المظفّر الحسن بن طغج على مصر؛ وسار الإخشيذ حتى دخل دمشق وأصلح أمورها وأقام بها مدّة. ثم خرج منها عائدا الى الديار المصريّة حتى وصلها في ثالث عشر جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وثلثمائة، ونزل البستان «١» الذي يعرف الآن بالكافورىّ داخل القاهرة؛ ثم انتقل بعد أيّام الى داره؛ وأخذ البيعة على المصريّين لابنه أبى القاسم أنوجور وعلى جميع القوّاد والجند، وذلك في آخر ذى القعدة. وبعد مدّة بلغ الإخشيذ مسير الخليفة المتقى بالله الى بلاد الشام ومعه بنو حمدان؛ فخرج الإخشيذ من مصر وسار نحو الشام لثمان خلون من شهر رجب سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة، واستخلف أخاه أبا المظفّر الحسن بن طغج على مصر، ووصل دمشق ثم سار حتّى وافى المتقى بالرّقّة، فلم يمكن من دخولها لأجل سيف الدولة علىّ بن حمدان. ثم بان للخليفة المتّقى من بنى حمدان الملل والضجر منه، فراسل توزون «٢» واستوثق منه. ثم اجتمع بالإخشيذ هذا وخلع عليه؛ وأهدى إليه الإخشيذ