للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال: جَزاكم الله من حَيٍّ خَيرًا يا معشر الأنصار وثبّت قائلكم. ثمّ قال: أما والله لو فعلتم غير ذلك لما صَالَحناكم.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا محمّد بن يحيَى بن سهل بن أبي حَثْمَةَ عن أبيه عن جدّه قال: أخبرنا عبد الملك بن وهب عن ابن صُبيحة التيميّ عن آبائه عن جدّه صُبيحة قال: وأخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد بن أبي بكر عن أبيه عن حنظلة بن قيس الزُّرَقيّ عن جُبير بن الحُويرث قال: وأخبرنا محمّد بن هلال عن أبيه، دخل حديثُ بعضهم في حديث بعض، أنّ أبا بكر الصّدّيق كان له بيتُ مال بالسُّنح معروف ليس يَحْرِسُه أحَدٌ، فقيل له: يا خليفة رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ألا تَجْعَلُ على بيت المال مَنْ يحرسه؟ فقال: لا يُخافُ عليه، قلت: لِمَ؟ قال: عَلَيهِ قُفْلٌ. قال: وكان يُعطى ما فيه حتَّى لا يبقى فيه شئٌ، فلمّا تَحَوّل أبو بكر إلى المدينة حَوّله فجعل بيتَ ماله في الدّار التي كان فيها، وكان قَدِمَ عليه مالٌ من مَعْدِنِ القَبَليّةِ ومن معادن جُهينة كثير وانفتح معدن بنى سُليم في خلافة أبى بكر فَقُدِمَ (١) عليه منه بصَدَقَته فكان يوضعُ ذلك في بيت المال فكان أبو بكر يَقْسِمُه على النّاس نُقَرًا نُقَرًا فيصيب كل مائة إنسان كذا وكذا، وكان يُسَوّى بين النّاس في القَسْم الحُرّ والعَبْد والذَّكَر والأُنثى والصغير والكبير فيه سواءٌ، وكان يشترى الإبلَ والخَيلَ والسلاحَ فيَحمِلُ في سبيل الله، واشترى عامًا قطائفَ أتى بها من البادية ففَرقَها في أرامل أهل المدينة في الشتاء، فلمّا توفى أبو بكر ودُفِنَ دعا عمر بن الخطّاب الأمناء ودخلَ بهم بيتَ مال أبى بكر ومعه عبد الرّحمن بن عوف وعثمان بن عفّان وغيرهما ففتحوا بيت المال فلم يجدوا فيه دينارًا ولا درهمًا ووجدوا خَيْشة للمال فَنُفِضَتْ (٢) فوجدوا فيها درهمًا فرحّموا على أبى بكر. وكان بالمدينة وَزَّانٌ على عهد رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وكان يزن ما كان عند أبى بكر من مال، فسُئل الوزّان كم بَلَغَ ذلك المال الذي وَرَدَ على أبى بكر؟ قال: مائتى ألف.


(١) في متن ل "فَقَدِم" وبهامشها: الشيخ محمد عبده "فَقُدِم" وقد آثرت قراءة الشيخ حيث ضبطت الكلمة في ت، ث -ضبط قلم- بضم القاف وكسر الدال. وفى طبعتى إحسان وعطا "فَقَدِمَ".
(٢) في متن ل "فَنُقِضَتْ" وبهامشها: الشيخ محمد عبده "فَنُفِضَتْ"، وقد آثرت قراءة الشيخ حيث وردت الكلمة في ت، ث مضبوطة - ضبط قلم- بكسر الفاء ثالث الحروف. وفى طبعتى إحسان وعطا "فَنُقِضَتْ".