حكيم بن جابر الأحمسيّ قال: قال طلحة بن عُبيد الله يوم الجمل: إنّا داهنّا في أمر عثمان فلا نَجِدُ اليوم شيئًا أمْثَلَ منْ أنْ نَبْذُلَ دماءَنا فيه، اللهمّ خُذْ لعثمان منى اليومَ حتَّى ترضى.
قال: أخبرنا رَوْح بن عُبادة قال: أخبرنا عوف قال: بلغنى أنّ مَروان بن الحكم رمى طَلحة يوم الجمل وهو واقف إلى جنب عائشة بسهم فأصاب ساقه ثمّ قال: والله لا أطلبُ قاتِلَ عثمان بعدك أبدًا. فقال طلحة لمَوْلًى له: ابْغنى مكانًا، قال: لا أقدِرُ عليه، قال: هذا والله سهم أرسله الله، اللهُمّ خُذْ لعثمان منى حتَّى ترضى. ثمّ وَسّدَ حجرًا فمات.
قال: أخبرنا رَوْح بن عُبادة قال: أخبرنا ابن عون عن نافع قال: كان مَروان مع طَلحة في الخيل فرأى فُرْجة في درع طلحة فرماه بسهمٍ فقتله.
قال: أخبرنا رَوح بن عُبادة قال: أخبرنا سعيد بن أبي عَروبة عن قَتادة قال: رُمى طلحة فأعْنَقَ فرَسُه فركَض فمات في بنى تَميم فقال: بالله مَصْرَعُ شَيْخٍ أُضيعَ.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: أخبرنا حمّاد بن زيد عن قُرّة بن خالد عن محمّد بن سيرين أنّ مروان اعتَرضَ طلحةَ لمّا جَالَ النّاس بسهم فأصابه فقتله.
قال محمّد بن سعد: أخبرني من سمع أبا حُباب الكلبيّ يقول حدّثني شيخ من كلب قال: سمعتُ عبد الملك بن مروان يقول لولا أنّ أمير المؤمنين مروان أخبرني أنّه هو الذي قتل طلحة ما تركتُ من ولد طلحة أحدًا إلّا قتلته بعثمان بن عفّان.
قال: أخبرنا أبو أُسامة عن إسماعيل بن أبي خالد قال: أخبرني قيس بن أبي حازم قال: رمى مروان بن الحكم طلحة يوم الجمل في رُكبته فجعل الدّم يغذو يسيل فإذا أمسكوه اسْتَمْسَكَ وإذا تركوه سال، قال: والله ما بَلَغَت إلينا سهامُهم بَعْدُ، ثمّ قال: دَعُوه فإنّما هو سهمٌ أرسله الله. فمات فدفنوه على شطّ الكَلّاءِ، فرأى بعضُ أهله أنّه قال: ألا تُريحوننى من هذا الماء فإنى قد غَرِقْتُ، ثلاثَ مرّات يقولها، فنبشوه من قبره أخْضَرَ كأنّه السّلْق فنزفوا عنه الماءَ ثمّ استخرجوه فإذا ما يلى الأرض من لحيته ووجهه قد أكلته الأرض، فاشتروا دارًا من دور أبى بكرة فدفنوه فيها.