قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمّد بن طلحة عن محمّد بن زيد بن المهاجر قال: قُتل طلحة بن عُبيد الله، يرحمه الله، يوم الجمل، وكان يوم الخميس لعشرٍ خلون من جمادى الآخرة سنة ستّ وثلاثين، وكان يومَ قُتِلَ ابنَ أربعٍ وستّين سنة.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: قال لي إسحاق بن يحيَى عن عيسى بن طلحة قال: قُتل وهو ابن اثنتين وستّين سنة.
قال: أخبرنا أبو معاوية الضّرير قال: أخبرنا أبو مالك الأشجعيّ عن أبي حَبيبة مَوْلًى لطلحة قال: دخل عِمْران بن طلحة على عليّ بعدما فَرَغَ من أصحاب الجمل فرحّبَ به وقال: إنى لأرجو أن يجعلنى الله وإيّاك من الذين قال الله: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}[سورة الحجر: ٤٧]. قال ورجلان جالسان على ناحية البساط فقالا: الله أعدَلُ من ذلك، تَقْتُلُهُم بالأمس وتكونون إخْوانًا على سُرُرٍ متقابلين في الجنّة؟ فقال عليّ: قُوما أبْعَدَ لأرْضٍ وأسْحَقَها، فمَنْ هو إذًا إن لم أكنْ أنا وطلحة؟ قال ثمّ قال لعمران: كيف أهْلُكَ مَنْ بَقىَ من أمّهات أولاد أبيك؟ أما إنّا لم نَقْبِضْ أرضَكم هذه السّنين ونحن نريد أن نأخذها، إنّما أخذناها مخافةَ أنْ ينتهبها النّاسُ. يا فلان اذْهَبْ معه إلى ابن قَرَظَة فمُرْهُ فَلْيَدْفَعْ إليه أرضه وغَلّةَ هذه السنين، يابن أخى وَأتِنا في الحاجة إذا كانت لك (١).
قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير عن طلحة بن يحيَى قال: أخبرني أبو حبيبة قال: جاءَ عمران بن طلحة إلى عليّ فقال: تَعالَ هاهنا يابن أخى. فأجلسه على طَنْفَسَته فقال: والله إنى لأرجو أن أكون أنا وأبو هذا ممّن قال الله: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}.
فقال له ابن الكَوّاء: الله أعْدَلُ من ذلك. فقام إليه بدِرّته فضربه وقال: أنت، لا أمّ لك، وأصحابُك تنكرون هذا؟
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا أبان بن عبد الله البَجَليّ قال: حدّثني نُعيم بن أبي هند قال: حدّثني رِبْعيّ بن حِراش قال: إنى لعند عليّ جالسٌ إذ جاء ابن طلحة فسلّم على عليّ، فرحّب به عليّ، فقال: تُرَحّبُ بي يا أمير