للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قريش وأحفظوه، قال: فإنى أنافرك على خمسين ناقة سود الحَدَق تنحرها ببطن مكّة والجلاء عن مكّة عشر سنين، فرضى أميّة بذلك، وجعلا بينهما الكاهن الخزاعى، فنفّر هاشمًا عليه، فأخذ هاشم الإبل فنحرها. وأطعمها مَن حضره، وخرج أميّة إلى الشأم فأقام بها عشر سنين، فكانت هذه أول عداوة وقعت بين هاشم وأميّة (١).

قال: وأخبرنا محمد بن عمر الأسلمى قال: حدّثنى علىّ بن يزيد بن عبد الله ابن وهب بن زَمْعة عن أبيه: أنّ هاشمًا وعبد شمس والمطّلب ونوفل بنى عبد مناف أجمعوا أن يأخذوا ما بأيدى بنى عبد الدار بن قصىّ ممّا كان قصىّ جعل إلى عبد الدار من الحجابة واللّواء والرّفادة والسقاية والنّدوة، ورأوا أنهم أحقّ به منهم لشرفهم عليهم وفضلهم فى قومهم، وكان الذى قام بأمرهم هاشم بن عبد مَناف، فأبت بنو عبد الدار أن تسلّم ذلك إليهم، وقام بأمرهم عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، فصار مع بنى عبد مناف بن قصىّ بنو أسد بن عبد العزّى بن قصىّ وبنو زهرة بن كلاب وبنُو تيم بن مرة وبنو الحارث بن فهر، وصار مع بنى عبد الدار بنو مخزوم وسهم وجُمَحَ وبنو عدى بن كعب، وخرجت من ذلك بنو عامر بن لؤى ومحارب بن فهر فلم يكونوا مع واحد من الفريقين، فعقد كل قوم على أمرهم حلفًا مؤكدًا ألّا يَتَخاذلوا ولا يسلمَ بعضهم بعضًا مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً (٢).

فأخرجت بنو عبد مناف ومن صار معهم جفنة مملوءة طيبًا فوضعوها حول الكعبة ثمّ غَمَس القومُ أيديَهم فيها وتَعاهدوا وتَعاقدوا وتَحَالَفوا ومَسحوا الكعبة بأيديهم توكيدًا على أنفسهم، فسُمّوا المطيّبين (٣).

وأخرجت بنو عبد الدار ومن كان معهم جفنة من دم فغمسوا أيديهم فيها وتَعاقدوا وتَحالفوا ألّا يَتخاذلوا ما بَلّ بَحْرٌ صُوفة، فسمّوا الأحلاف وَلعَقَة الدّم، وَتَهَيَّئُوا للقتال وعُبئت كلّ قبيلة لقبيلة، فبينما الناس على ذلك إذ تداعوا إلى


(١) أورده الطبرى ج ٢ ص ٢٥٣ نقلا عن ابن سعد.
(٢) أورده النويرى ج ١٦ ص ٣٤ - ٣٥ نقلا عن ابن سعد. وما بل بحر صوفة. أى ما دام فى البحر ما يَبُلّ الصّوفَة (الصالحى ج ٤ ص ٢٦).
(٣) أورده النويرى: المصدر السابق. وعن ابن سعد.