للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بَغْيٍ لا يعرفه، فبعثه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في المحرّم على رأس خمسة وثلاثين شهرًا من الهجرة سريّةً إلى بنى أسد بقَطن، فغاب بضع عشرة ليلة ثمّ قدم المدينة فانتقض به الجرح فاشتكى، ثمّ مات لثلاث ليالٍ مضين من جمادى الآخرة، فغُسّلَ من اليُسَيْرَة (١) بئر بنى أميّة بن زيد بالعالية وكان ينزل هناك حين تحوّل من قباءَ، غُسّلَ بين قَرنى البئر وكان اسمها في الجاهليّة العُسْرَة (٢) فسمّاها رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. اليُسيرةَ، ثمّ حُملَ من بنى أميّة بن زيد فدفن بالمدينة.

قال عمر بن أبي سلمة: فاعْتَدتْ أمّي أمُّ سَلَمَةَ حتَّى حَلّتْ أربعة أشهر وعشرًا.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا ابن أبي ذئب قال: وأخبرنا عثمان بن عمر عن يونس بن يزيد جميعًا عن الزّهريّ عن قَبيصة بن ذُؤيب قال: لمّا حَضَرَتْ أبا سلمة بن عبد الأسد الوفاة حضره النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وبينه وبين النساء سترٌ مستور فبكين، فقال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنّ الميّت يُحْضَرُ (٣) ويُؤَمَّنُ على ما يقول أهله، وإنّ البصَرَ لَيَشْخَصُ للرّوح حين يُعْرَجُ بها. فلمّا فاضت (٤) نفسُه بَسَطَ النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كفّيه على عينه فأغْمَضَهما.


= راجع الرواية لدى الواقدى في المغازي ص ٣٤٣. والكلمة غير مشكولة في ت وقد تحرفت الكلمة في الطبعات السابقة.
(١) كذا في ل، ومثله لدى الواقدى ص ٣٤٣ - الذي ينقل عنه ابن سعد. وانظر السمهودى ج ٤ ص ١٣٣٣.
وضبطت في ت، ث -ضبط قلم- بفتح الياء وكسر السين.
(٢) العسرة: تحرفت في الطبعات السابقة، ت، ث، ومغازى الواقدى إلى "العَبير" والتصويب عن السمهودى. ولديه ص ٣٨٢ "بئر اليُسْرى - من اليُسْر ضد العسر. . . وكان اسمها في الجاهلية العسرة. ولدى ياقوت "العَسِير: بلفظ ضد اليسير: بئر بالمدينة كانت لأبى أمية المخزومى، سماها رسول الله. اليسيرة.
(٣) في متن ل "يَحْضُرُ" وبالهامش قراءة الشيخ محمد عبده (يَحْضُرُهُ الملَكُ). والمثبت رواية ت، ث، وقد ضبطت الياء فيهما ضبط قلم بالضم، والضاد بالفتح.
وثمة قراءة أخرى لدى أحمد في مسنده ولدى صاحب الكنز "إِنَّ الميتَ تَحْضُرُهُ الملائكةُ .. ".
وفى الطبعات السابقة "يَحْضُرُ".
(٤) فاضت: في متن ل "قاظت" وبالهامش قراءة الشيخ محمد عبده "فاضت".
ورواية ت، ث "فاظت" وآثرت قراءة الشيخ اعتمادا على ما ورد في معاجم اللغة. وإن كان ثمة روايات وردت بها كلمة (فاظ) ففى النهاية (فيظ) فيه أنه أقطع الزبير حُضْرَ فرسه فأجرى الفرس حتى فاظ. فاظ: بمعنى مات. وفى النهاية (فيض) أيضا -وفيه فاضت نفسه، ويقال فاض الميت- بالضاد والظاء، ولا يقال فاظت نفسه بالظاء. وقال الفراء: قيس تقول بالضاد، وطَيِّئٌ تقول بالظاء.