للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأدم، إلى أن يَصدُروا من منًى (ثم) (١) تنقطع الضيافة ويتفرّق الناس لبلادهم (٢).

قال: وأخبرنا محمد بن عمر الأسلمى قال: حدّثنى القاسم بن العبّاس اللّهَبى عن أبيه عن عبد الله بن نوفل بن الحارث قال: كان هاشم رجلًا شريفًا، وهو الذى أخذ الحلف لقريش من قيصر لأن تختلف آمنةً، وأمّا مَن على الطريق فألَّفهم على أن تحمل قريش بضائعهم ولا كراء على أهْل الطريق، فكتب له قيصرُ كتابًا، وكتب إلى النّجاشىّ أن يُدخل قريشًا أرضه، وكانوا تجارًا، فخرج هاشم فى عِير لقريش فيها تجارات، وكان طريقهم على المدينة فنزلوا بسوق النَّبَط فصادفوا سوقًا تقوم بها فى السنة يَحْشِدون لها، فباعوا واشتروا ونظروا إلى امرأة على موضع مشرف من السوق فرأى امرأة تأمر بما يُشترى ويُباع لها، فرأى امرأة حازمة جَلْدة مع جَمال، فسأل هاشم عنها: أَأَيِّم هى أم ذات زوج؟ فقيل له: أيّم كانت تحت أُحيحة بن الجُلاح فولدت له عَمْرًا ومعبدًا ثمّ فارقها، وكانت لا تنكح الرّجال لشرفها فى قومها حتى يشرطوا لها أنّ أمرها بيدها فإذا كرهت رجلًا فارقته، وهى سَلْمى بنت عمرو بن زيد بن لَبِيد بن خِدَاش بن عامر بن غَنْم بن عدىّ بن النجّار، فخطبها هاشم فعرفت شرفه ونسبه فزوّجته نفسها ودخل بها، وصنع طعامًا ودعا مَن هناك من أصحاب العِير الذين كانوا معه، وكانوا أربعين رجلًا من قريش فيهم رجال من بنى عبد مناف ومخزوم وسهم، ودَعا من الخزرج رجالًا، وأقام بأصحابه أيّامًا، وعلقت سَلْمَى بعبد المطّلب فولدته وفى رأسه شَيبة فسمّى شَيبة، وخرج هاشم فى أصحابه إلى الشأم حتى بلغ غزّة فاشتكى، فأقاموا عليه حتى مات فدفنوه بغزّة ورجعوا بتركته إلى ولده، ويُقال إنّ الذى رجع بتركته إلى ولده أبو رُهم بن عبد العزّى العامرى، عامر بن لؤىّ، وهو يومئذ غلام ابن عشرين سنة (٣).


(١) من م والنويرى وهو يناقل عن ابن سعد.
(٢) أورده النويرى ج ١٦ ص ٣٥ - ٣٦ نقلا عن ابن سعد.
(٣) أورده النويرى ج ١٦ ص ٣٦ نقلا عن ابن سعد.