للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سيفًا، وشَهِدَ صفّين وقال: أنا لا أصلُ أبدًا حتَّى يُقتَل عمّارٌ فأنْظُرَ مَن يَقْتلُه، فإنّى سمعتُ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول تقتُلُهُ الفئَةُ الباغية. قال فلمّا قُتل عمّار بن ياسر قال خُزيمة: قد بانت لي الضّلالة. واقترب فقاتل حتَّى قُتل. وكان الّذى قتل عمّار بن ياسر أبو غادية المُزَنى، طعنه برمح فسقط وكان يومئذ يقاتل في محَفَّة، فقُتل يومئذٍ وهو ابن أربع وتسعين سنة (١).

فلمّا وقع أكبّ عليه رجلٌ آخر فاحتزّ رأسه، فأقبلا يختصمان فيه، كلاهما يقول أنا قتلتُه. فقال عمرو بن العاص: والله إنْ يختصمان إلّا في النّار. فسمعها منه معاوية، فلمّا انصرف الرجلان قال معاوية لعمرو بن العاص: ما رأيتُ مثلَ ما صنعتَ، قومٌ بَذَلوا أنْفُسَهم دونَنَا تَقولُ لهما إنّكما تختصمان في النّار، فقال عمرو: هو والله ذاك، والله إنّك لَتَعْلَمُه وَلَوَدِدْتُ أنّى مِتّ قبل هذه بعشرين سنة.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون (٢) قال: قُتل عمارٌ، رحمه الله، وهو ابن إحدى وتسعين سنة، وكان أقدَمَ في الميلاد من رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وكان أقْبَلَ إليه ثلاثَةُ نفر: عُقبة بن عامر الجُهَنيّ وعمر بن الحارث الخولانيّ وشَريك بن سَلَمَة المراديّ، فانْتَهَوْا إليه جميعًا وهو يقول: والله لو ضربتمونا حتَّى تَبْلُغوا بنا سَعَفَاتِ هَجَرَ لعلمتُ أنّا على حَقّ وأنْتُم على باطل. فحَمَلوا عليه جميعًا فقتلوه (٣).

وزعم بعض النّاس أنّ عقبة بن عامر هو الذي قتل عمّارًا، وهو الّذى كان ضَرَبه حين أمَرَه عثمان بن عفّان. ويقال بل الّذى قتله عمر بن الحارث الخولانيّ.

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل قالوا: أخبرنا ربيعة بن كلثوم بن جَبْر قال: حدّثني أبى قال: كنْتُ بواسِطِ القَصَبِ عند


(١) أورده المزى ج ٢١ ص ٢٢٥ نقلا عن ابن سعد.
(٢) تحرف في (ل) والطبعات التي تلتها إلى "ابن عون" وصوابه من ت، ث والمزى وهو ينقل عن ابن سعد.
(٣) أورده المزى في تهذيب الكمال ج ٢١ ص ٢٢٤ نقلا عن ابن سعد.