للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

آلاف درهم، فقال للرسول: قل له يَأخُذُها من بيت المال ثمّ ليرُدّها. فلمّا جاءه الرسول فأخبره بما قال شَقّ ذلك عليه فلقيه عمر فقال: أنت القائل ليأخذها من بيت المال؟ فإن مِتّ قبل أن تَجيء قلتم أخَذَها أمير المؤمنين دَعوها له وأُوخَذُ بها يومَ القيامة، لا ولكن أردتُ أن آخذها من رجلٍ حريص شحيح مثلك فإن مِتّ أخَذَها، قال يحيَى من ميراثى، وقال الفضل من مالى.

قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير، قال إسماعيل بن أبي خالد قال: أخبرني سعيد بن أبي بُرْدَة عن يسار بن نُمير قال: سألنى عمرُ: كم أنفقنا في حجّتنا هذه؟ قلت: خمسة عشر دينارًا.

قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح عن سفيان عن يحيَى بن سعيد عن شيخ لهم قال: خرج عمر بن الخطّاب إلى مكّة فما ضرب فُسطاطًا حتَّى رجع، كان يستظلّ بالنّطْع.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل، قال حمّاد بن زيد عن يحيَى بن سعيد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: وأخبرنا الفضل بن دُكين وعبد الوهّاب بن عطاء قالا: أخبرنا عبد الله العُمرى عن عبد الرّحمن بن القاسم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: صَحِبْتُ عمر بن الخطّاب من المدينة إلى مكّة في الحجّ ثمّ رجعنا فما ضرب فسطاطًا ولا كان له بناءٌ يستظلّ به إنّما كان يُلقى نطعًا أو كساء على شجرة فيستظلّ تحته.

قال: أخبرنا أبو أُسامة حمّاد بن أُسامة قال: حدّثني جرير بن حازم قال: سمعتُ الحسن يحدّث قال: قَدِمَ أبو موسى في وفد أهل البصرة على عمر، قال: فقالوا كنّا ندخل كلّ يوم وله خُبَز ثلاث فربّما وافقناها مأدومةً بزيتٍ، وربّما وافقناها بسمن، وربّما وافقناها باللّبن، وربّما وافقناها بالقدائد اليابسة قد دُقّت ثمّ أُغلى بها، وربّما وافقنا اللحم الغريض وهو قليل. فقال لنا يومًا: أيّها القوم إنّى والله لقد أرى تعذيركم وكراهيتكم لطعامى، وإنّى والله لو شئتُ لكنتُ أطْيَبَكم طَعَامًا وَأَرْفَغَكُم (١) عيشًا، أما والله ما أجهلُ عن كَرِاكرَ وأَسْنمة (٢) وعن


(١) في متن ل "وأرفعكم" وبهامشها: الشيخ محمد عبده "وأرفغكم" وآثرت قراءة الشيخ اعتمادا على رواية ث ورفغ العيش: اتسع وأخصب ورغِد وفى الطبعات السابقة "أرفعكم".
(٢) في النهاية (كركر) ومنه حديث عمر "ما أجهل عن كراكر وأسنمة" يريد إحضارها للأكل، فإنها من أطايب ما يؤكل من الإبل.