للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كالذي يصنعُ رُسُلُ عمر ويُطعمون النّاس الدقيقَ وينحرون لهم الجزر ويُكسونهم العَبَاءَ. وبعث إليه سعد بن أبي وقاص من العراق بمثل ذلك، فأرسل إليه من لقيه بأفواه العراق فجعلوا ينحرون الجزر ويُطعمون ويُكسونهم العباءَ حتى رفع الله ذلك عن المسلمين.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن عون المالكي عن أبيه عن جدّه قال: كتب عمر إلى عمرو بن العاص يأمره أن يبعث إليه من الطعام، فبعث عمرو في البرّ والبحر وكتب إلى معاوية: إذا جاءك كتابي هذا فابعث إلينا من الطعام بما يُصْلِحُ مَنْ قِبَلَنا فإنّهم قد هلكوا إلّا أنْ يَرْحَمَهُم الله، قال ثمّ بعث إلى سعد يبعث إليه فبعث إليه، قال فكان عمر يُطعم الناس الثريد، الخبز يَأدُمُه بالزيت قد أُفيرَ في القدور (١) وينحر بين الأيّام الجزور فيجعلها على الثريد، وكان عمر يأكل مع القوم كما يأكلون.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جدّه قال: كان عمر يصوم الدهر. قال فكان زمانَ الرمادة إذا أمسى أُتي بخبز قد ثُرد بالزيت إلى أن نحروا يومًا من الأيّام جزورًا فأطعمها النّاس، وغرفوا له طيبها فأُتي به فإذا فِدَرٌ من سَنامٍ ومن كَبِدٍ، فقال: أنّى هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين من الجزور التي نحرنا اليوم، قال: بَخْ بَخْ بئس الوالي أنا إن أكلتُ طيبَها وأطعمتُ الناس كراديسها، ارْفَعْ هذه الجفنة، هات لنا غير هذا الطعام. قال فأُتي بخبز وزيت، قال فجعل يكسر بيده ويَثْرُدُ ذلك الخبز ثمّ قال: ويحك يا يَرْفَا! احْمِلْ هذه الجفنة حتى تأتي بها أهل بيت بثَمْغ فإني لم آتِهم منذ ثلاثة أيّام، وأحْسَبُهم مُقْفِرين، فضَعْها بين أيديهم.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال: كان عمر بن الخطّاب أحْدَثَ في زمان الرمادة أمرًا ما كان يفعله، لقد كان يصلّي بالناس العشاءَ ثمّ يخرج حتى يدخل بيته فلا يزال يصلّي حتى يكون


(١) في متن ل "قد أفير من الفور في القدور" وبهامشها: "من الفور" لا أدري إن كانت بالمتن أصلًا أم بالهامش. هذا وقد كتبت "من الفور" في ث بالحاشية على أنها تفسير لكلمة "أفير" وليست مكملة للنص.