للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

همُ حفِظوا الإلّ القديم وحالَفوا … أباك فكانوا دون قومِكَ من فِهْرِ

قال: فأوصى عبد المطّلب إلى ابنه الزّبير بن عبد المطّلب، وأوصى الزبير إلى أبى طالب، وأوصى أبو طالب إلى العبّاس بن عبد المطّلب.

قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب قال: حدّثنى محمدّ بن عبد الرحمن الأنْصارى عن جعفر بن عبد الرحمن بن المِسْوَر بن مَخْرَمَة الزهرىّ عن أبيه عن جدّه قال: كان عبد المطّلب إذا وَرَدَ اليمن نزل على عظيم من عُظماء حِمْيَر، فنزل عليه مرّة من المَرّ فوجد عنده رجلًا من أهل اليمن قد أُمهل له فى العمر، وقد قرأ الكتب، فقال له: يا عبد المطّلب! تأذن لى أن أفتّش مكانًا منك؟ قال: ليس كلّ مكان منى آذن لك فى تفتيشه، قال: إنّما هو مَنْخِرَاكَ، قال: فدونك، قال: فنظر إلى يار، وهو الشعر فى منخريه، فقال: أرى نُبوة وأرى مُلْكًا، وأرى أحدهما فى بَنى زُهرة، فرجع عبد المطّلب فتزوّج هالة بنت وهيب بن عبد مَناف ابن زُهرة وزوّج ابنه عبد الله آمنة بنت وهب بن عبد مَناف بن زُهرة فولدت محمّدًا، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فجعل الله فى بنى عبد المطّلب النبوّة والخلافة، والله أعلم حيث وضع ذلك.

قال: أخبرنا هشام بن محمد قال: حدّثنى أبى، قال هشام: وأخبرنى رجل من أهل المدينة عن جعفر بن عبد الرحمن بن المِسْور بن مَخْرَمَة عن أبيه قال: كان أوّل مَن خَضَبَ بالوَسِمَة من قريش بمكة عبد المطلب (١) بن هاشم، فكان إذا ورد اليمَن نزل على عظيم من عُظماءِ حِمْيَر فقال له: يا عبد المطّلب! هل لك أن تغيّر هذا البياض فتعود شابًّا؟ قال: ذاك إليك، قال: فأمر به فخُضِبَ بحنّاء، ثمّ عُلّى (٢) بالوَسِمة، فقال له عبد المطّلب: زَوّدنا من هذا، فزوّده فأكثر، فدخل مكّة ليلًا ثمّ خرج عليهم بالغداة كأنّ شعره حَلَك الغراب، فقالت له نُتَيْلَة بنت جناب بن كُليب أم العبّاس بن عبد المطّلب: يا شيبة الحمد! لو دام هذا لك كان حسنًا، فقال عبد المطّلب:


(١) تحرفت فى طبعة إحسان إلى "عبد الملك".
(٢) فى أنساب الأشراف "ثم علاه".