للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لوْ دام لى هذا السّوادُ حَمِدْتُهُ … فكان بَديلًا مِن شَباب قدِ انصَرَمْ

تَمَتّعْتُ مِنْهُ والحَيَاةُ قَصيرَةٌ … ولابدّ من موتٍ، نُتيْلَةُ، أوْ هَرَم

وماذا الذى يُجدى على المَرْء خَفْضُه … ونعْمتُه، يَوْمًا إذا عَرْشُهُ انهَدَم

فموتٌ جَهِيزٌ عاجلٌ لا شَوى لَهُ … أحبّ إلىّ مِن مقالِهِمُ حَكَمْ

قال: فَخَضَبَ أهلُ مكّة بالسواد (١).

قال: وأخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبى عن أبيه قال: أخبرنى رجل من بنى كنانة يقال له ابن أبى صالح ورجل من أهل الرقّة مولى لبنى أسد وكان عالمًا قال: تنافر عبد المطّلب بن هاشم وحرب بن أميّة إلى النّجاشىّ الحبشىّ فأبي أن ينفّر بينهما، فجعلا بينهما نُفَيل بن عبد العُزّى بن رِياح بن عبد الله بن قُرط بن رَزاح (٢) بن عدى بن كعب، فقال لحرب: يا أبا عمرو أتنافر رجلًا هو أطول منك قامة، وأعظم منك هامة، وأوسم منك وسامة، وأقلّ منك لامة، وأكثر منك ولدًا، وأجزل منك صَفَدًا، وأطول منك مِذْوَدًا؟ فنفّره عليه، فقال حرب: إن من انتكاث الزّمان أن جعلناك حكمًا (٣).

قال: وأخبرنا هشام بن محمّد عن أبيه قال: كان عبد المطّلب نديمًا لحرب بن أميّة حتى تنافرا إلى نُفَيل بن عبد العزّى جدّ عمر بن الخطّاب، فلمّا نفّر نُفيل عبد المطّلب تفرّقا، فصار حرب نديمًا لعبد الله بن جُدْعان.

قال: أخبرنا هشام بن محمد عن أبى مسكين قال: كان لعبد المطّلب بن هشام ماء بالطائف يقال له ذو الهَرِم وكان فى يدى ثقيف دهرًا ثمّ طلبه عبد المطّلب منهم، فأبوا عليه، وكان صاحب أمر ثقيف جندب بن الحارث بن حُبيّب ابن الحارث بن مالك بن حُطيط بن جُشَم بن ثقيف، فأبى عليه وخاصمه فيه، فدعاهما ذلك إلى المنافرة إلى الكاهن العذرىّ، وكان يقال له عُزّى سَلَمَة، وكان بالشأم، فتنافرا على إبل سمّوها، فخرج عبد المطّلب فى نفر من قريش ومعه ابنه


(١) قارن بالبلاذرى ج ١ ص ٦٦.
(٢) بفتح الراء عن ابن ناصر الدين فى توضيح المشتبه ج ٤ ص ٩١.
(٣) قارن بالطبرى ج ٢ ص ٢٥٣ - ٢٥٤.