للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ما من اثنين يختصمان إليك إلّا انتهيا إلى قولك. قال فقال عمر: أجْلسوني، فلمّا جلس قال لابن عبّاس: أعِدْ عليّ كلامك، فلمّا أعاد عليه قال: أتشهد لي بذلك عند الله يومَ تلقاه؟ فقال ابن عبّاس: نعم، قال ففرح عمر بذلك وأعجبه (١).

قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير عن يحيَى بن سعيد عن القاسم بن محمّد أنّ عمر بن الخطّاب حين طُعن جاءَ الناس يُثْنونَ عليه ويودّعونَه فقال عمر: أبا الإمارة تُزكّونَني؟ لقد صَحِبْتُ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقبض اللهُ رسوله وهو عني راضٍ، ثمّ صحبتُ أبا بكرٍ فسمعتُ وأطعتُ فتوفّي أبو بكر وأنا سامع مطيع، وما أصبَحْتُ أخافُ على نفسي إلا إمارتَكم هذه.

قال: أخبرنا يحيَى بن خُليف بن عقبة قال: أخبرنا ابن عون عن محمّد بن سيرين قال: لمّا طُعن عمر جعل الناس يدخلون عليه فقال: لو أنّ لي ما في الأرض من شيء لافتديتُ به من هَوْل المُطّلَعِ (٢).

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: دعا عمر بن الخطّاب بلبن بعدما طُعن فشرب فخرج من جِراحته فقال: الله أكبر، فجعل جلساؤه يثنون عليه فقال: إنّ مَن غَرّهُ عمرهُ لمغرورٌ، والله لوددتُ أنّي أخرج منها كما دخلتُ فيها، والله لو كان لي ما طلعت عليه الشمسُ لافتديتُ به من هول المُطّلَع.

قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيّب أنّ عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق قال حين قُتل عمر: قد مررتُ على أبي لؤلؤة قاتِل عمر ومعه جُفينة والهرمزان وهم نَجيّ فلمّا بَغَتُّهُم ثاروا فسقط من بينهم خنجرٌ له رأسان ونِصابه وسطه، فانْظُروا ما الخنجر الذي قتل به عمر، فوجدوه الخنجر الذي نَعَتَ عبد الرحمن بن أبي بكر، فانطلق عبيدُ الله بن عمر حين سمع ذلك من عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه السيف حتّى دعا الهرمزان فلمّا خرج إليه قال: انْطَلِقْ معي حتّى ننظر إلى فرس لي، وتأخّر عنه حتّى إذا مضى بين يديه عَلاهُ بالسيف، قال عبيد الله: فلمّا وجد حرّ السيف قال: لا إله إلّا الله، قال عبيد الله: ودعوتُ جُفينة


(١) أورده ابن عساكر في تاريخه ص ٣٦٨ من ترجمة عمر نقلًا عن ابن سعد.
(٢) ابن عساكر ص ٣٦٧ من ترجمة عمر.