للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حُنيف يحدّث عن أبي سعيد الخدريّ أنّ أهل قريظة لمّا نزلوا على حكم سعد بن معاذ أرسل إليه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فجاء على حمار فلمّا دنا قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: قوموا إلى سيّدكم، أو إلى خيركم، فقال: يا سعد إنّ هؤلاء قد نزلوا على حكمك، قال: فإنّي أحكم فيهم أن تُقتل مقاتلتهم وتُسبى ذراريّهم، فقال: لقد حكمتَ فيهم بحكم الملك، قال عفّان: الملِك، وقال يحيَى وأبو الوليد: الملَك، وقول عفّان أصوب.

قال: حدّثنا يحيَى بن عبّاد وسليمان بن حرب قالا: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن محمّد بن زياد عن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ أنّ بني قريظة نزلوا على حكم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل رسول الله، - عليه السلام -، إلى سعد بن معاذ فأُتي به محمولًا على حمار وهو مُضْنًى من جرحٍ أصابه في الأكحل من يده يوم الخندق، قال فجاء فجلس إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: أشِرْ عليّ في هؤلاء، قال: إنّي أعلم أنّ الله قد أمرك فيهم بأمرٍ أنت فاعل ما أمرك الله به. قال: أجلْ ولكن أشِرْ عليّ فيهم، فقال: لو وليتُ أمرهم قتلتُ مقاتلتهم وسبيتُ ذراريّهم وقسمتُ أموالهم، فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: والّذي نفسي بيده لقد أشرتَ عليّ فيهم الذي أمرني الله به (١).

قال: أخبرنا عبد الله بن نُمير قال: أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أصيب سعد بن معاذ يوم الخندق، رماه رجل من قريش يقال له حِبّان بن العَرِقَة، رماه في الأكحل فضرب عليه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، خيمة في المسجد ليعوده من قريب. ولمّا رجع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل - صلى الله عليه وسلم -، وهو ينفض رأسه من الغبار فقال: قد وضعتَ السلاح، والله ما وضعناهُ، اخرُجْ إليهم. فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: فأين؟ قال: ها هنا، وأشار إلى بني قُرَيظة. فخرج رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، إليهم (٢).

قال عبد الله بن نمير فأخبرنا هشام بن عروة قال: فأخبرني أبي أنّهم نزلوا على


(١) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٨٨.
(٢) سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٢٨١ - ٢٨٢.