للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرضاع، فأصبن الرضاع كلهنّ إلّا حليمة بنت عبد الله بن الحارث بن سِجْنَة (١) ابن جابر بن رِزَام بن ناصرة بن فُصَيّة بن نصر بن سعد بن بكر بن هَوَازن بن منصور بن عِكْرمة بن خَصَفة بن قَيس بن عيلان بن مُضر، وكان معها زوجها الحارث بن عبد العُزّى بن رفاعة بن مِلّان بن ناصرة بن فُصَيّة بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن ويكنى أبا ذُؤيب وولدُها منه عبد الله بن الحارث، وكانت تُرضعه، وأنيسة بنت الحارث وجُدامة بنت الحارث وهى الشّيْماء، وكانت هى التى تحضن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مع أمها وَتَوَرَّكُهُ، فَعُرِضَ عليها رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فجعلت تقول: يتيم ولا مال له، وما عست أمّه أن تفعل؟ فخرج النّسوة وخلَّفنها، فقالت حليمة لزوجها: ما ترى؟ قد خرج صواحبى وليس بمكّة غلام يُستَرضع إلّا هذا الغلام اليتيم، فلو أنّا أخذناه، فَإنّى أكره أن نرجع إلى بلادنا ولم نأخذ شيئًا، فقال لها زوجها: خُذيه عَسَى الله أن يجعل لنا فيه خيرًا، فجاءت إلى أُمّه فأخذته منها فوضعته فى حجرها، فأقبل عليه ثدياها حتى يقطُرا لبنًا، فشرب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حتى روى، وشَرِب أخوه.

ولقد كان أخوه لا ينام من الغَرَث (٢)، وقالت أمّه: يا ظِئرُ (٣) سلى عن ابنك فَإِنَّهُ سيكون له شأنٌ، وأخبرتها ما رأت وما قيل لها فيه حين ولدته، وقالت: قيل لى ثلاث ليال: استرضعى ابنك فى بنى سعد بن بكر، ثمّ فى آلِ أبى ذؤيب، قالت حليمة: فإنّ أبا هذا الغلام الذى فى حِجرى أبو ذؤيب، وهو زوجى، فطابَت نَفسُ حليمة وسرّت بكلّ ما سمعت، ثمّ خرجت به إلى منزلها، فحدجوا أتانهم، فركبتها حليمة وحملت رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بين يديها ورَكِبَ الحارثُ شَارِفَهم فطلعا على صواحبها به بوادى السِّرَر، وهنّ مُرتِعات وهما يتواهقان، فَقُلْنَ: يا حليمة ما صنعتِ؟ فقالت: أخذتُ والله خير مولود رأيته قطّ وأعظمهم بَرَكة، قال النسوة: أهو ابن عبد المطّلب؟ قالت: نعم! قالت: فما رحلنا من منزلنا ذلك حتى رأيت الحسد من بعض نسائنا.


(١) قيده الصالحى فى سبل الهدى ج ١ ص ٤٦١ بسين مهملة مكسورة فجيم ساكنة فنون مفتوحة وفى ل، م "شجنة".
(٢) الغرث: الجوع.
(٣) الظِّئر: المرضِعة غيرَ ولدها (النهاية).