للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

دفعته إلى أمّ الفضل يومَ خرجتَ فقلتَ لها إني لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا فهذا لك وللفضل ولعبد الله وعبيد الله وقُثَمَ فقلتُ له: مَن أخبرك بهذا؟ فوالله ما اطّلع عليه أحد من النّاس غيري وغيرها، فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: الله أخبرني بذلك، فقلتُ له: فأنا أشهد أنّك رسول الله حقًّا وأنّك لصادق وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله، وذلك قول الله: {إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا (يقول صِدْقًا) يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة الأنفال: ٧٠]، فأعطاني مكانَ عشرينَ أوقيّة عشرين عبدًا وأنا أنتظر المغفرة من ربّي (١).

قال: أخبرنا (٢) هاشم بن القاسم أبو النّضْر قال: حدثّنا سليمان بن المغيرة عن حُميد بن هِلال العَدَويّ أنّ العلاء بن الحَضْرمي بعث إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، من البَحْرَين بثمانين ألفًا فما أتى رسولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، مال كان أكثر منه لا قبلُ ولا بعدُ، فأمر بها فنُثرَت (٣) على حصيرٍ ونودي بالصّلاة، فجاء رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فمَثَلَ على المال قائمًا وجاء الناس حين رأوا وما كان يومئذ عدد ولا وزن، ما كان إلا قبضًا. فجاء العبّاس فقال: يا رسول الله إني أعطيتُ فِدايَ وفِدى عَقِيل بن أبي طالب يومَ بدر ولم يكن لعقيل مال، فأعْطِني من هذا المال، فقال: خُذْ، قال فحثا العبّاس في خَميصة كانت عليه ثمّ ذهب ينهض فلم يستطع فرفع رأسه إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله ارفع عليّ، فتبسّم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، حتى خرج ضاحِكُه أو نابُه، قال: ولكن أعِدْ في المال طائفةً وقُمْ بما تُطيق، ففعل فانطلق بذلك المال وهو يقول: أمّا إحدى اللتّين وَعَدَنا الله فقد أنجزها ولا أدري ما يصنع في الأخْرى، يعني قولَه: {قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} فهذا خير ممّا أُخِذَ منّي ولا أدري ما يصنع في المغفرة.

قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن


(١) ابن عساكر ص ١٢٢.
(٢) ابن عساكر ص ١٢٣، وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٨٩.
(٣) في المطبوع "فنشرت" والمثبت من ث، وابن عساكر والذهبي في سير أعلام النبلاء.