للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تُوفّيت صارت إلى ابن عمر، فلمّا حُضِرَ ابن عمر جعلها إلى ابنه عبد الله بن عبد الله وترك سالمًا. وكان الناس عنّفوه بذلك، قال فدخل عبد الله بن عبد الله وعبد الله بن عمرو بن عثمان على الحجّاج بن يوسف، قال فقال الحجّاج: لقد كنتُ هممتُ أن أضرب عنق ابن عمر.

قال: فقال له عبد الله بن عبد الله: أما والله إن لو فعلتَ لَكوّسك الله في نار جهنّم، رأسك أسفَلَك. قال فنكسَ الحجّاج، قال وقلتُ يأمر به الآن، قال ثمّ رفع رأسه وقال: أىّ قريش أكرم بيتًا؟ وأخذ في حديثٍ غيره.

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا الأسود بن شيبان قال: حدّثنا خالد بن سُمير قال: خطب الحجّاج الفاسق على المنبر فقال: إنّ ابن الزبير حرّف كتاب الله، فقال له ابن عمر: كذبتَ كذبتَ كذبتَ، ما يستطيع ذلك ولا أنت معه. فقال له الحجّاج: اسكت فإنّك شيخ قد خَرِفْتَ وذهب عقلُك، يُوشكُ شيخ أن يُؤخَذَ فتُضرب عنقُه فيُجَرّ قد انتفخت خُصْيَتاهُ يطوف به صبيان أهل البقيع (١).

قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدىّ عن أيّوب عن نافع أنّ ابن عمر لم يوصِ.

قال: أخبرنا أزهر بن سعد السمّان عن ابن عون عن نافع قال: لما ثقل ابن عمر قالوا له: أوْصِ، قال: وما أوصى؟ قد كنتُ أفعل في الحياة ما الله أعلم به فأمّا الآن فإنّى لا أجد أحدًا أحقّ به من هؤلاء، لا أُدْخِلُ عليهم في رِباعهم أحدًا.

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن نافع أنّ ابن عمر اشتكى فذكروا له الوصيّة فقال: الله أعلم ما كنتُ أصنع في مالى، وأمّا رِباعى وأرضى فإنى لا أحبّ أن أشْرِكَ مع ولدى فيها أحدًا.

قال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس قال: حدّثنا سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق عن نافع أنّ ابن عمر كان يقول: اللهمّ لا تجعل منيّتى بمكّة.


(١) نفس المصدر ص ٢٣٠.