للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا يزيد بن هارون والفضل بن دُكين قالا: أخبرنا فُضيل بن مرزوق عن عطيِّة العَوْفىّ قال: سألتُ مولًى لعبد الله بن عمر عن موت عبد الله بن عمر قال فقال: أصابه رجل من أهل الشأم بزُجّه في رجله، قال فأتاه الحجّاج يعوده فقال: لو أعلم الذى أصابك لضربتُ عنقه، فقال عبد الله: أنت الذى أصبتَنى، قال: كيف؟ قال: يومَ أدخلتَ حَرَمَ الله السّلاحَ (١).

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا العوّام بن حَوْشَب قال: حدّثنى عيّاش العامرىّ عن سعيد بن جُبير قال: لما أصاب ابنَ عمر الخبْلُ (٢) الذى أصابه بمكّة فَرُمِى (٣) حتى أصاب الأرض فخاف أن يمنعه الألمُ فقال: يا بن أمّ الدّهْماء اقْضِ بى المناسك. فلمّا اشتدّ وجعه بلغَ الحجّاج فأتاه يعوده فجعل يقول: لو أعلم من أصابك لفعلتُ وفعلتُ. فلمّا أكثر عليه قال: أنت أصبتنى، حملتَ السلاحَ في يوم لا يُحمل فيه السلاح. فلمّا خرج الحجّاج قال ابن عمر: ما آسى من الدنيا إلّا على ثلاث: ظَمْءِ الهواجر ومكابدة الليل وألّا أكون قاتلتُ هذه الفئةَ الباغيةَ التى حلّت بنا (٤).

قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال: حدّثنا أبي قال: سمعتُ أبا بكر ابن عبد الله بن عَوْذ الله شيخًا من بنى مخزوم يحدّث قال: لما أصيبَتْ رِجْلُ ابن عمر أتاه الحجّاج يعوده فدخل فسلّم عليه وهو على فراشه، فردّ عليه السلام، فقال الحجّاج: يا أبا عبد الرحمن هل تدرى من أصاب رِجْلَك؟ قال: لا، قال: أما والله لو علمتُ من أصابك لَقتلتُه. فأطرق ابن عمر فجعل لا يكلّمه ولا يلتفت إليه، فلمّا رأى ذلك الحجّاج وثب كالمُغْضَب فخرج يمشى مسرعًا حتى إذا كان في صحن الدار التفت إلى مَن خلفه فقال: إنّ هذا يزعم أنّه يريد أن نأخذ بالعهد الأوّل (٥).


(١) ابن عساكر ج ٣٧ ص ١٠٧.
(٢) الخَبْل، بسكون الباء: فساد الأعضاء (النهاية).
(٣) ث "فَدَمِى".
(٤) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٢٣٢.
(٥) ابن عساكر ص ١٠٧.