للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا إسحاق بن سعيد عن سعيد، يعنى أباه، قال: دخل الحجّاج يعود ابن عمر وعنده سعيد، يعنى سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، وقد أصاب رجله، قال: كيف تجدك يا أبا عبد الرحمن؟ أما إنّا لو نعلم مَن أصابك عاقبناه، فهل تَدرى مَن أصابك؟ قال: أصابنى مَن أمَرَ بحَمْلِ السّلاح في الحرم لا يحلّ فيه حَمْلُه.

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا أشرس بن عبيد قال: سألتُ سالم ابن عبد الله بن عمر عمّا أصاب عبد الله بن عمر من جراحته فقال سالم: قلتُ يا أبت ما هذا الدم يسيل على كتف النجيبة؟ فقال: ما شعرتُ به فأنِخْ، فأنَخْتُ فنزع رجله من الغَرْز وقد لَزِقَتْ قدمُه بالغرز فقال: ما شعرتُ بما أصابنى.

قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيّوب قال: قلتُ لنافع: ما كان بَدْءُ موت ابن عمر؟ قال: أصابَتهُ عارضةُ مِحمَلٍ بين إصبعَين من أصابعه عند الجمرة في الزحام فمرض. قال فأتاه الحجّاج يعوده فلمّا دخل عليه فرآه غمّض ابن عمر عينيه، قال فكلّمه الحجّاج، فلم يكلّمه، قال فقال له: مَن ضربك؟ مَن تتّهم؟ قال فلم يكلّمه ابن عمر. فخرج الحجّاج فقال: إنّ هذا يقول إنى على الضرب الأوّل (١).

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا عبد العزيز بن سِياه قال: حدّثنى حَبيب بن أبي ثابت قال: بلغنى عن ابن عمر في مرضه الذى مات فيه قال: ما أجدُنى آسى على شئ من أمر الدنيا إلّا أنى لم أقاتل الفئةَ الباغية (٢).

قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدّثنا شُعْبة عن عبد العزيز بن أبي روّاد عن نافع أنّ ابن عمر أوصى رجلًا أن يُغَسّلَه فجعل يدلكه بالمسك (٣).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا خالد بن أبي بكر عن سالم بن عبد الله قال: مات ابن عمر بمكّة ودُفِنَ بفَخّ (٤) سنةَ أربعٍ وسبعين، وكان يومَ مات ابن أربع وثمانين سنة (٥).


(١) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٢٢٩.
(٢) المصدر السابق ص ٢٣١.
(٣) نفس المصدر.
(٤) فخ: واد بمكة يسمى وادى الزهراء، قتل به الحسين بن على بن الحسن العلوى سنة ١٦٩ هـ، وقتل جماعة من أهل بيته، وفيه دفن عبد الله بن عمر وجماعة من الصحابة.
(٥) نفس المصدر.