للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شيء إلّا مَصَرَه (١)، وقرّب إليهم تمرًا وهو يسير، ثمّ تعذّر إليهم وقال: لو كان عندنا ما هو أفضل من هذا لجئنا به. قال وما رأيتُه ذاق تلك الليلةَ شيئًا.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا خالد بن حيان قال: كان أبو ذرّ وأبو الدَّرداء في مِظَلَّتَيْنِ من شَعْر بدمشق.

قال: أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن عبيدة قال: حدّثني عبد الله بن خِراش الكعبيّ قال: وجدتُ أبا ذرّ في مظَلّةِ شَعْرٍ بالرّبَذَةِ تحته امرأة سحماء فقلتُ: يا أبا ذرّ تَزَوّج سحماء! قال: أتزوّج من تضعني أحبّ إليّ ممّن ترفعني، ما زال بي (٢) الأمر بالمعروف والنهي عن المُنْكَر حتى ما ترك لي الحقّ صديقًا (٣).

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا همّام بن يحيَى قال: حدّثنا قَتادة عن أبي قِلابة عن أبي أسماء الرّحبيّ أنّه دخل على أبي ذرّ وهو بالرّبَذة وعنده امرأة له سوداء مشنّفة (٤) ليس عليها أثر المَجاسِد (٥) ولا الخلوقِ، قال فقال: ألا تنظرون ما تأمرني به هذه السّويداء؟ تأمرني أن آتي العراق فإذا أتيتُ العراق مالوا عليّ بدنياهم، ألا وإنّ خليلي عهد إليّ أنّ دون جِسْر جهنّم طريقًا ذا دَحْضٍ (٦) ومَزَلّة، وإنّا أن نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه ونحن مواقير.


(١) كذا قراءة دى خويه بالصاد المفتوحة المخففة ومثلها لدى ابن عساكر في تاريخه. وفي ل "مصّره" بصاد مفتوحة مشددة. أما رواية ث "مُصَرِّة" ولدى ابن الأثير في النهاية (مصر) وفي حديث على "ولا يَمْصُرُ لبَنَها، فَيَضُرُّ ذلك بولدها" المَصْر: الحلب بثلاث أصابع، يريد لا يُكثر من أخذِ لَبَنِها.
(٢) في متن ل "لي" وبهامشها: قراءة دى خويه "بي" وآثرت قراءته اعتمادًا على رواية ث.
(٣) مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج ٢٨ ص ٣٠٥.
(٤) كذا في (ل) وفي ث "مُشَنَّقَة" وبهامش ل: قراءة دى خويه "مُشَفَّعَة" وفي القاموس (ش ن ف) الشَّنْفُ: القُرْطُ الأعلى. وأشنف الجارية وشَنَّفَها تشنيفًا: جعل لها شَنْفًا. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده وفيه "سوداء مُسْغَبَة" وهو لدى الذهبي في سير أعلام النبلاء وفيه "سوداء مشعثة".
(٥) لدى ابن الأثير في النهاية (جسد) في حديث أبي ذر "أن امرأته ليس عليها أثر المجاسِد" هي جمع مُجْسَد بضم الميم: وهو المصبوغ المُشبع بالجَسَد، وهو الزعفران أو العُصْفر.
(٦) في متن ل "دَحَضٍ" وبهامشها قراءة دى خويه "دَخْصٍ" وفي "ث" دَحْضٍ وقد آثرت رواية ث اعتمادًا على ما ورد لدى ابن الأثير في النهاية (دحض) وفي حديث أبي ذر "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن دون جسر جهنم طريقًا ذا دَحْضٍ".