العِهْن الأحمر يجملونهن بها فقد ألقيناها وكذلك كنا نفعل فنلقيها بين يديه فيأكل ونأكل معه إن كان الرجل ليأتي بالقُرص ويأتي الآخر بالحفنة من التمر، حتى إن كان الرجل ليأتي بِجِروِ القِثاء فيضعه، قال: فجلسنا مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فهو يأكل ونأكل معه إذ رفَع رأسَه فرأى تلك الخيوطَ الحُمْرَ في الأكسية وهي على الرِّحال فقال ألا أرى الحمرة قد عَلتكم انزعوها فلا أرينّها، قال: فتواثبنا إلى أباعِرنا وثبةَ رجل واحد حتى أَنفَرنا ببعضها فاسْتَنْزَلْنَا تلك الأكسية قال فَنقَّينا منها تلك الخيوط التي فيها فألقيناها ثم رددناها على الرحال كما كانت ثم رجعنا إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فتعشينا معه.
أخبرنا قَبِيصَةُ بنُ عُقْبة، قال: حدّثنا سفيان عن محمد بن عجلان عن عثمان بن عبد الله بن أبي رافع قال رأيتُ رافعَ بن خديج يُحفِي شاربَه كأخِي الحلق.
أخبرنا عَمرو بن عاصم الكلابي، قال: حدّثنا سَلام بن مِسْكين، قال: حدّثنا أبو عَمرو النَّدَبِيّ، قال: لما مات رافع بن خَدِيج قال قيل لابن عُمَر: أَلَا تُؤذِنُ به قال: بَلَى.
أخبرنا إسحاق بن منصور قال: حدّثنا حماد بن زيد عن بِشر بن حَرب، قال: لما مات رافعُ بن خديج قيل لابن عُمر أخّروه ليلتَه إلى من الغد ليؤذنوا أهلَ القريات الذين حول المدينة، قال: نِعمَ ما رأيتم.
أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا هشام بن سعد عن عثمان بن عُبيد الله بن رافع قال: توفي رافع بن خديج فأُتي بجنازته وعلى المدينة رجل أعرابي زَمن الفتنة فأُتِي به قَبْلَ أن تطلع الشمسُ، فقال ابن عُمر: لا تُصَلُّوا عليه حتى تطلع الشمس، فقال الأمير: ماذا يقول صاحبُ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -؟ فأَخْبَروه فقال: صَدَق.
أخبرنا وكيع بن الجراح عن شعبة عن أبي بكر بن حفص، قال: لما مات رافعُ بن خديج قال لهم ابن عُمر صَلُّوا على صاحبكم قبل أن تطفل (١) الشمسُ وإلا فأخروه حتى تغيب.
(١) لدى ابن الأثير في النهاية (طفل) وفي حديث ابن عمر "أنه كره الصلاة على الجنازة إذا طَفَلت الشمس للغروب" أي دَنَتْ منه. واسم تلك الساعة الطَّفَل.