للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أتجدونَ صفته؟ قالوا: نعم، قال: فما لكم إليه سبيل، فصدّقوه وتركوه، ورجع به أبو طالب فما خرج به سَفَرًا بعد ذلك خوفًا عليه (١).

أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى يعقوب بن عبد الله الأشعرىّ عن جعفر بن أبى المغيرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أَبْزَى، قال الراهب لأبى طالب: لا تخرجنّ بابن أخيك إلى ما ههنا فإنّ اليهود أهل عَداوة، وهذا نبىّ هذه الأمة، وهو من العرب، واليهود تحسده تريد أن يكون من بنى إسرائيل، فاحذر على ابن أخيك.

أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا موسى بن شَيبة عن عُميرة بنت عُبيد الله بن كعب بن مالك عن أمّ سعد بنت سعد عن نَفيسة بنت مُنْيَة أخت يَعْلَى بن مُنْيَة قالت: لمّا بلَغ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، خمسًا وعشرين سنة وليس له بمكّة اسمٌ إلّا الأمين، لِمَا تَكامَلَ فيه من خِصَال الخير، فقال له أبو طالب: يابن أخى أنا رجلٌ لا مالَ لى وقد اشتدّ الزّمان علينا وألحّت علينا سنون مُنْكَرَة وليست لنا مادة ولا تجارة، وهذه عِير قومك قد حَضَر خروجها إلى الشام، وخديجة ابنة خُوَيلد تبعث رجالًا من قومك فى عِيَراتها (٢)، فلو تعرّضتَ لها، وبلَغَ خديجة ذلك فأرسلت إليه وأضعفت له ما كانت تعطى غيره، فخرج مع غلامها مَيسَرة حتى قَدِما بُصرى من الشأم، فنزلا فى سوق بُصْرَى فى ظلّ شجرة قريبًا من صَومعة راهب من الرهبان يقال له نَسْطُور، فاطلع الراهب إلى ميسرة، وكان يعرفه قبل ذلك، فقال: يا مَيْسرة مَن هذا الذى نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال مَيْسَرة: رجلٌ من قريش من أهل الحرَم، فقال له الرّاهب: ما نزلَ تحت هذه الشجرة قطّ إلّا نبىّ، ثمّ قال: فى عَينَيْهِ حُمْرَة؟ قال ميسرة: نعم لا تُفارقه، قال الراهب: هو هو آخر الأنبياء (٣)، يا ليت أنى أدركه حين يُؤْمَر بالخروج! ثمّ حضر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، سوق بُصرى فباعَ سلعته التى خرَج بها واشترى غيرها، فكان بينه وبين رجل اختلاف فى شئ، فقال له الرجل: احلف باللَّات والعُزَّى، فقال رسول الله،


(١) النويرى ج ١٦ ص ٩١ - ٩٢.
(٢) جمع الجمع لعير.
(٣) كذا فى ل، وفى: م "هو وهو آخر الأنبياء". أما رواية الزرقانى ج ١ ص ١٩٩ والسيرة الحلبية ج ١ ص ١٣٣ "هو هو، وهو آخر الأنبياء" وفى النويرى ج ١٦ ص ٩٦ "هو نبى، وهو آخر الأنبياء".